تخطى إلى المحتوى

مجلة أمريكية تتحدث عن الحل الأخير أمام السوريين في إدلب

تحدثت مجلة “فوريان بوليسي” الأمريكية من خلال تقرير لها عما وصفته بأنه الحل الوحيد والأخير أمام السوريين المحاصرين في محافظة إدلب، التي باتت المعقل الأخير للسوريين الثائرين ضد نظام الأسد بعد إعادة احتلاله لمجمل أراضي سوريا.

وقال المجلة في تقريرها بأن الغرب يهتم بمشكلة اللاجئين أكثر مما يهتم بالمعاناة التي يعيشها السوريون في الداخل، لذلك يبدو بأن الحل الوحيد أمام السوريين هو في تهـ.ديد أوروبا بموجة لجوء جديدة، خصوصاً أنها تعيش حالة من اللامبالاة تجاه الأحداث في سوريا.

وذكرت المجلة بأن نظام الأسد يشن منذ أواخر نيسان أبريل الماضي حملة عسكرية على إدلب لم تستثن حتى المستشفيات، حيث قصـ.ف النظام وحلفاؤه الروس المنشآت الطبية 521 مرة منذ بدء الحرب، وخلصت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن النظام وحلفاءه “استهدفوا المرافق الطبية بشكل منهجي”، بالرغم من منحهم إحداثيات المشافي لتجنيبها القـ.صف.

وفي الواقع، يتعرض المدنيون لخـ.طر المـ.وت في حال وجودهم بجوار المشافي أكثر حتى من وجودهم بالقرب من خطوط المواجهة، وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال في المدارس، حيث تعرض 87 مرفقاً تعليمياً لهجمات جوية منذ بدء الهجوم في نيسان أبريل.

إقرأ أيضاً: بعد تلويح تركيا بفتح الحدود على أوروبا سوريون يعبرون البحر باتجاه اليونان

مظاهرات غاضبة في إدلب

ومع كل هذا الاعتداء المتعمد والمستدام، تبقى سوريا خارج العناوين الرئيسية للأخبار على الرغم من مقـ.تل ما يقارب من الألف مدني منذ أن جدد النظام حملته العسكرية في نيسان أبريل، وكان ثلث الضـ.حايا من الأطفال، وفقاً لما ذكرته المجلة.

كما أدت حملة النظام على إدلب لتهجر قرابة المليون مدني، معظمهم من اللاجئين السابقين أساساً، وقد استهدفت الحملة العسكرية المنازل والمخيمات والمخابز والأسواق وكذلك مرافق المياه، مما يعني انتشار الامراض الشائعة بين السكان وافتقارهم لأدنى متطلبات المعيشة الأساسية.

وبحسب التقرير، فقد أصـ.يب أكثر من 40000 شخص في إدلب بأمراض خلال الشهرين الماضيين فقط، بسبب نقص المياه النظيفة والبنية التحتية اللازمة للصرف الصحي، ومع ذلك لم تدخل إدلب في النقاشات التي دارت في مجموعة السبع التي عُقدت الشهر الماضي في فرنسا!

الضغط على الغرب

وقالت المجلة في تقريرها بأنه يوجد حالياً ثلاثة ملايين مدني في إدلب محاصرين من قبل النظام ومعظمهم من النساء والأطفال، ومع عدم وجود منفذ لهم إلا تركيا التي تحتوي أصلاً على 3.6 مليون لاجئ سوري والتي تقوم بدورها بالتضييق عليهم، لا يوجد أمام إدلب من خيار سوى انتظار تقدم النظام، وهو الخيار الذي تفضله أوروبا ضمنياً، والتي تتوق لرؤية نهاية الصراع.

وقال التقرير بأن الغرب لم يحاول أبداً الضغط على النظام في إدلب، بسبب عدم وجود مصالح كبيرة له على المحك في تلك المنطقة، إلا أن الضغط الذي تشهده إدلب والضغوطات الممارسة على السوريين في تركيا جددت موجة الهجرة من جديد، حيث تشهد اليونان مؤخراً أكبر زيادة في مستوى اللاجئين منذ المودة الكبرى عام 2015.

وختمت المجلة بقولها بأن الخوف من اللاجئين هو مشكلة حقيقة لدى أوروبا، وهذا الشعور الملحّ لدى الأوربيين يجب أن يتم استغلاله بشكل إيجابي من قبل السوريين للضغط على الغرب، إما للدفع باتجاه حل سياسي، او لفتح باب الهجرة من جديد.

مدونة هادي العبد الله