تخطى إلى المحتوى

ميليشيات الشبيحة في اللاذقية تنقلب على نظام الأسد

شهدت بعض الميليشيات التشبيحية العاملة مع نظام الأسد وجيشه وأجهزته الأمنية موجات احتجاج واضحة آخذة في الاتساع والانتشار مؤخراً، وذلك في ظل تصـ.فية النظام لبعض الميليشيات وتسريح عناصرها، بعد اعتماده عليهم خلال السنوات الماضية في حماية مناطق سيطرته داخل المدن الكبرى، وخوضهم معارك كثيرة في محافظات البلاد المختلفة لصالحه.

“الرئيس استخدمنا لحين انتهاء الحرب، والآن يرغب بالتخلص منا بعد ما قدمناه من شهداء” عبارة أصبحت تتردد كثيرا هذه الأيام بين صفوف منتسبي الميليشيات في اللاذقية على وجه التحديد، وتعرف اللاذقية بأنها خزان رئيسي لتجنيد آلاف المقـ.اتلين الذين تطوعوا من القرى الموالية للدفاع عن نظام الأسد.

إذ قام نظام الأسد مؤخراً بتصفية العديد من المجموعات المنضوية في ميليشيات “الدفاع الوطني” باللاذقية، والتي كانت تتخذ من المدينة الرياضية مركزا رئيسياً لها، ويوجد لها مقرات رسمية ومراكز للاحتجازبعيداً عن سلطة النظام نفسه.

ويروي أحد الناشطين المعارضين في مدينة جبلة بأن ميليشيا “الدفاع الوطني” قد انتهى وجودها في جبلة وبانياس، لكنها لم تنتهِ تماماً في مدينة اللاذقية، وإنما تم تحجيم دورها بشكل كبير، وتقليص مجموعاتها وأعداد عناصرها، تمهيداً لإنهائها كلياً على ما يبدو خلال الفترة القادمة.

إقرأ أيضاً : عضو في مجلس الأسد يتعهد بدفع راتبه بدلاً عن الأعمال اللا أخلاقية

مدينة اللاذقية في الساحل السوري

وذكر ناشطون من اللاذقية بأن ميلشيات “بشار طلال الأسد” والتي تسمى “الحارث” قد انسحبت مؤخراً من حوالي ١٥ موقعاً لها في مختلف أحياء مدينة اللاذقية، كما وقعت اشتباكات سابقة بين مقـ.اتلين من هذه المليشيات وعناصر من “الفرقة الرابعة” التابعة لماهر الأسد في مدينة القرداحة خلال الشهر الفائت.

كما أكد ناشطون في اللاذقية بأن قوات الأمن شنت حملة مداهمات كبيرة على مراكز ميليشيات صهر عائلة الأسد “أيمن جابر” والتي تدعى “صقور الصحراء” و”مغاوير البحر”، وصادرت جميع أسلحتها وبطاقات عناصرها الأمنية، واعتقلت عدداً من قادتها، ومن يومها لم يعد أي وجود لهذه الميليشيات على الأرض.

كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الموالية في اللاذقية أخباراً عن حل الميليشيا العسكرية التابعة لجمعية “البستان” المملوكة لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد، بسبب خلاف حصل بينهما مؤخراً لم تعرف أسبابه ونتائجه إلى هذه اللحظة.

التشبيح مستمر

ورغم كل هذه الإجراءات، إلا أنّ عدة مصادر في اللاذقية أكدت بأن المافيات المقربة من عائلة الأسد ما تزال هي الممسك الفعلي بمفاصل الأمور في اللاذقية، وتمارس تهريب المخدرات والسلاح والدخان وتجارة السيارات بين سوريا ولبنان، وتعتدي على كبار المسؤولين في الدولة، بحيث لا يجرؤ أحد على الوقوف بوجه ميليشيات آل الأسد.

وتؤكد المصادر ذاتها بأنّ الإجراءات الأخيرة ليس هدفها إعادة الأمن إلى اللاذقية وتخليصها من تجاوزات الشبيحة، وإنما هو تقليص لقوة هذه المليشيات، لاسيما تلك التي خرجت عن السلطة المركزية للأسد، وكانت تقارير إعلامية عديدة قد تحدثت عن ضغوطات وأوامر روسية لنظام الأسد بإنهاء تواجد هذه الميليشيات في سوريا وإدماجها ضمن القوات النظامية، خاصة مع انتهاء الحاجة إليها.

مدونة هادي العبد الله.