بالرغم من كل ما تم التوصل إليه من اتفاقيات وما جرى من مباحثات على أعلى المستويات بين الجانبين التركي والأمريكي بشأن المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها قريباً في شمال شرق سوريا، لا زالت الهوة تتسع بين وجهتي النظر الأمريكية والتركية بصدد تفاصيل هذه المنطقة، التب يبدو بأنها ذاهبة في اتجاه مغاير تماماً لما كانت ترغب به تركيا.
وفي سياق تصريحاته النارية إزاء التصرفات الأمريكية في هذا الشأن، قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” اليوم بأن تركيا ترفض جهود الولايات المتحدة الأمريكية التي يبدو بأنها تهدف لإقامة منطقة آمنة لإرهابيي الجماعات الانفصالية وليس للاجئين.
وخلال خطاب له اليوم أمام حشد من أنصاره في ولاية “ملاطية” جنوب شرق البلاد، قال الرئيس التركي: “نرفض الجهود الأميركية الرامية فيما يبدو لإقامة منطقة آمنة لمنظمة إرهابية في شمال شـرق سوريا، يبدو أن حليفتنا تسعى إلى إنشاء منطقة آمنة لمصلحة منظمة (بي كا كا) الإرهابية وليس لمصلحة تركيا، وهذا ما نرفضه”.
إقرأ أيضاً: ميليشيا قسد ترفض توطين اللاجئين السوريين في المنطقة الآمنة
وتابع أردوغان بقوله: “نجري مباحثات من واشنطن حول المنطقة الآمنة، لكن في كل خطوة تخطوها نشاهد أن ما نريده ليس نفس الشيء الذي يدور في عقولهم”، في إشارة إلى عمق الهوة بين وجهتي النظر الأمريكية والتركية بشأن المنطقة الآمنة.
واستطرد أردوغان قائلاً: “هناك خلاف مع الولايات المتحدة في كل خطوة في التفاوض بشأن المنطقة الآمنة، إذا لم نبدأ بتشكيل منطقة آمنة مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية أيلول سبتمبر، فلن يكون لدينا خيار سوى تنفيذ خططنا الخاصة”.
تباين كبير، وخلاف عميق
وقال الرئيس التركي في سياق حديثه: “بينما نهدف إلى القضاء على التنظيم الإرهابي الذي يعشش في المنطقة، تحاول واشنطن وضعنا في ذات الكفة من حيث التعامل مع منظمة (بي كا كا) الإرهابية”.
وتابع قائلاً: “لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق ثلاث أو خمس مروحيات، أو تسيير خمس او حتى عشر دوريات، أو نشر بضع مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري”.
هذا وقد بدأ الجانبان التركي والأمريكي صباح اليوم الأحد بتسيير أولى الدوريات البرية المشتركة في شمال شرق سوريا على الحدود السورية التركية، حيث سيرت القوات التركية والأمريكية دورية مشتركة بين قريتي “الحشيشية” و”نص تل” شرق مدينة تل أبيض الواقعة شمالي محافظة الرقة، والمحاذية للحدود.