تخطى إلى المحتوى

بعد انتشار معلومات عن نية الكرملين الإطاحة بالأسد صحيفة روسية توضح حقيقة الخبر

لا يزال الموقف الروسي متضارباً بشأن التمسك برأس النظام السوري “بشار الأسد” كشخص، او الإطاحة به لصالح حل سياسي توافقي يضمن مصالح باقي حلفاءها وخصومها في المنطقة، أما بقاء النظام ذاته، فالتمسك به مسألة مفروغ منها بالنسبة للنظام الروسي.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “سفابودنايا براسا” الروسية تقريراً تحدثت فيه عن ظهور شائعات حول تخطيط الكرملين للإطاحة ببشار الأسد، وقد ظهرت هذه الشائعات على خلفية اعتقال السلطات السورية لرجل الأعمال السوري “رامي مخلوف” ابن خال الأسد، والواجهة الاقتصادية الأبرز للهيمنة الاقتصادية المطلقة لنظام الأسد على كل مقدرات البلاد.

وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد فرضا عقوبات على رامي مخلوف بعد أسابيع قليلة من اندلاع الثورة، وذلك بسبب دعمه المالي لنظام الأسد، كما جُمدت حساباته الشخصية في سويسرا، ووقتذاك صرح مخلوف عن عدم رغبته في مواصلة الأعمال التجارية، وأنه سيكرس جميع جهوده في سبيل الأعمال الخيرية على حد زعمه، إلا أن العقوبات لم ترفع عنه.

وأوردت الصحيفة بأن مخلوف أدى دوراً مهما خلال الحرب، ولكن يبدو بأن التأثير المتزايد لمخلوف بات يثير قلق الأسد نفسه، الأمر الذي دفعه مؤخراً لوضع رامي وإخوته وأبيه تحت الإقامة الجبرية، إضافة لحل بعض مؤسساته أو نقل إداراتها لرجال من داخل النظام نفسه.

إقرأ ايضاً: ميليشيات الشبيحة في اللاذقية تنقلب على نظام الأسد

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المنشورات العربية تزعم بأن موسكو قد حددت خليفة لبشار الأسد، الذي علم بدوره بأمر محاولة الانقلاب التي يُجهز لها في قصره عن طريق الجهاز المخابراتي لميليشيا “حزب الله”.

وقد انتشرت شائعات بأن الكرملين قد طالب الأسد بدفع مبلغ يقدر بحوالي ثلاث مليارات دولار من الديون المستحقة عليه في وقت قصير، ورأى الأسد في رامي مخلوف خلاصاً له، غير أن الأخير رفض تقديم يد المساعدة له، الأمر الذي أثار غضب الأسد ودفعه للانقلاب على مخلوف.

قاعدة حميميم الروسية في مدينة اللاذقية السورية

وحسب كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية “ميخائيل روشين”، فإن الإشاعات التي تفيد برغبة روسيا في الإطاحة بالنظام لا تمت إلى الواقع بصلة، لاسيما أن سوريا انتصرت على “الإرهاب في ظل قيادة الأسد وحكومته” بحسب زعمه الوقح.

وأضاف روشين بأن “تغيير القائد في ظل الظروف الصعبة وعدم انتهاء الحرب، سيؤدي إلى نشوب فوضى في سوريا، التي حررت نفسها مؤخرا من تنظيم الدولة” على حد قوله.

ويستمر الكذب!

وادعى روشين بأن الهجوم الجوي الذي نفذته الولايات المتحدة في بداية الشهر الجاري ضد إدلب، منتهكة بذلك اتفاقية وقف إطلاق النار، يفسر استمرار تقاعس تركيا في الدفاع عن المنطقة الواقعة تحت سيطرتها ومسؤوليتها.

وتابع روشين: “ولعل ذلك ما أدى إلى تعرض قاعدة حميميم الروسية إلى هجوم، وفي المستقبل القريب ستضطر سوريا وروسيا إلى تعزيز وجودهما في إدلب، والسعي لتوضيح الخطط الحقيقية لتركيا داخل هذه المحافظة” وفقاً لمزاعمه.

وفي النهاية ختمت الصحيفة بقولها: “بعض الجهات لا ترغب في الأسد على رأس النظام في سوريا، لكن في الوقت الراهن لا يوجد بديل حقيقي له، ولعل هذه الشائعات ترجع إلى حقيقة أنه في ظل ظروف الاستقرار النسبي للوضع في سوريا، تجمّع خصوم الرئيس الخفيون وبدأوا بإطلاق خبر استقالته المحتملة” على حد زعمهم الكاذب.

مدونة هادي العبد الله