تخطى إلى المحتوى

صحيفة تابعة لنظام الأسد تنقلب على سياسته الاقتصادية والأوضاع في سوريا

بعد الهبوط الكبير لقيمة الليرة السورية مؤخراً، وضمن حركة تعد غريبة على الإعلام الحكومي التابع لنظام الأسد، قامت إحدى الجرائد الرسمية “العتيقة” التابعة لنظام الأسد بانتقاد السياسة الاقتصادية للنظام، وإن غلفتها – كالعادة – بإلقاء اللوم على شماعة “المسؤولين” التي يحلو لمؤيدي النظام التذرع بها لدة كل احتجاج لديهم على سوء أوضاع البلاد.

إذ كشفت صحيفة “تشرين” الحكومية الرسمية التابعة لنظام الأسد، بأن يومية الموظف في مناطق سيطرة النظام تبلغ ما يعادل دولاراً ونصف فقط لا غير، على أساس متوسط راتبه الشهري الذي لا يتجاوز 25 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 38 دولاراً في الشهر!

واستنكرت الصحيفة الموالية الحالة التي وصلت إليها الليرة السورية بتدني قيمتها الشرائية والارتفاع المضطرد لسعر صرف الدولار، إضافة للارتفاع المقابل في الأسعار بشكل لا تناسب مع الوضع الحالي، وتبريرات “المسؤولين” بأن “كل ما يحصل وهم ومجرد فقاعة صابون”.

إقرأ أيضاً : تقارير تتحدث عن احتمالية تسلم أسماء الأسد لرئاسة سوريا

وأبدت الصحيفة استغرابها من طمأنة بعض المحللين الموالين الذين زعموا بأن الخلل في ميزان الصرف ناجم عن أعمال المضاربة التي تقوم بها جهات غير مرخصة بالتعامل بالقطع الأجنبي.

ولأول في وسائل الإعلام الموالية، ووصفت الصحيفة في تقريرها بعض المحللين بأنهم على مستوى عال من الإفلاس، وقالت: “يقضون ليلهم ونهارهم في شـ.تم أردوغان وترامب مستحضرين التاريخ الأسود للعثمانيين وسلالة العم سام”.

أحد مكاتب الصرافة في مناطق سيطرة النظام

وتابعت قائلة: “يبشروننا بين الفينة والأخرى بقرارات مرتقبة ستحسن مستوى معيشة الناس وتنسيهم همومهم، وربما ستجعلهم يقاسمون الأثرياء ليالي البذخ والترف ورش الأموال على الراقصـ.ات في الملاهي الليلية المحترمة…”.

تنجيم اقتصادي!

وتابعت الصحيفة هجومها على من وصفتهم بـ “المنجمين الاقتصاديين” الذين ينثرون “وصفات اقتصادية سحرية ونظريات ما أنزل الله بها من سلطان”، ونعتتهم بأنهم ممن نالوا قسطاً وافراً من الدلال الحكومي على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي آخر المطاف، لم تنجح معظم الإجراءات “الأمنية” التي فرضها النظام من فرض السيطرة على سعر الصرف والأسواق في مناطق سيطرة النظام، وباتت تجربة مكشوفة ومرفوضة في آن واحد وغير مجدية على الإطلاق.

وإن بدا بأن الكلام السابق الوارد في تقرير صحيفة “تشرين” الموالية، صحيحاً بل ودقيقاً، إلا أنه كالعادة لن يخرج عن سياسة “امتصاص غضب الشارع” الذي نام على تحسن الليرة، وأصبح على هبوطها مجدداً!

مدونة هادي العبد الله