تخطى إلى المحتوى

صرخة من عرسال.. أوضاع لا إنسانية يعيشها اللاجئون السوريون

تستمر معاناة اللاجئين السوريين في منطقة عرسال اللبنانية المجاورة للحدود مع سوريا ، والتي تضم عدداً ضخماً من اللاجئين السوريين الذين فروا من سطوة نظام الأسد منذ عام 2011 إلى اليوم.

فبعد قرار الحكومة اللبنانية متمثلة في بلدية عرسال خلال شهر حزيران يونيو الماضي بهدم جميع المساكن الاسمنتية للسوريين في مخيم عرسال بحجة محاربة التوطين وإلزام السوريين بالقانون – على حد زعمهم – لا زال السوريون في المخيم محرومون من العديد من المساعدات الإنسانية الهامة رغم مناشداتهم المستمرة للهيئات الدولية.

أحد ساكني المخيم من اللاجئين السوريين روى لمدونة هادي العبد الله الاوضاع الإنسانية المؤسفة التي يحيها السوريون في المخيم، مؤكداً بأنه ورغم قرار البلدية بهدم جميع مساكن السوريين في المخيم، إلا أن مفوضية الأمم المتحدة لم تمنح اللاجئين المواد البديلة اللازمة لإنشاء الخيم العادية.

كما شكَى من ضيق الحال الشديد الذي يعاني منه اللاجئون في المخيم، دون أي مساعدات مادية حقيقية ودون السماح لهم بالعمل حتى، وفرضاً استطاعوا العمل في شيء ما، فإن الأجور التي يحصلون عليها أجور زهيدة جداً تتراوح بين 3 إلى 10 دولارات يومياً فقط لا غير.

مخيمات عرسال

إقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في عرسال يناشدون المجتمع الدولي لإنقاذهم

ورغم كل هذا الضغط والعوز المادي، فصلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدداً من السوريين – قرابة ألف شخص – من برنامج المساعدات الشهري الذي كان بالكاد يعينهم في حياتهم الصعبة داخل المخيم، تاركة إياهم بلا أي معين أو سند.

ومعظم من تم فصلهم هم من كبار السن والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، دون إبداء السبب الحقيقي من قبل المفوضية، وكلما تمت مراجعتهم بخصوص هذا الأمر يحتجون بأن “لدينا معايير محددة ولا يمكن لنا أن نتجاوزها” على حد تعبيرهم.

كما يشتكي اللاجئون السوريون في عرسال من سوء العناية الطبية، إذ لا تستقبل المشافي إلا الحالات الطبية التي تكاد تقترب من الموت، وبعد ألف واسطة – على حد تعبير أحد ساكني المخيم – اما الحالات الباقية فلا تجد من يعتني بها، والحجة في ذلك أيضاً هي “المعايير”! تلك المعايير التي لا يعلم بها أي أحد حتى هذه اللحظة.

مخيمات عرسال

معاملة سيئة

طبعاً هذا عدا عن المعاملة العنصرية التي يلقاها السوريون هناك من بعض الموظفين الرسميين اللبنانيين الذين يزعمون دائماً بأن اللاجئين السوريين يمثلون “ضغطاً على موارد لبنان المحدودة”، رغم كون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تتحمل كامل مسؤولية رعاية اللاجئين على الأراضي اللبنانية، بل وتساعد الحكومة ذاتها أيضاً في هذا الصدد.

يشار إلى أن أكثر من 25 ألف لاجئ سوري يقطنون في مخيم عرسال حالياً، بينهم نحو 15 ألف طفل، وهم يشكون من أوضاع إنسانية بالغة السوء، ومن إهمال طبي وتعليمي وإغاثي لهم، وتهديد مستمر بترحيلهم إلى مناطق سيطرة نظام الأسد في سوريا، إضافة لمعاملة سيئة من الحكومة اللبنانية، وسوء إدارة وإهمال من الهيئات الدولية.

مدونة هادي العبد الله