تخطى إلى المحتوى

طفلة سورية تلفت أنظار السوريين والأتراك وتحصل على لقب “المترجمة الصغيرة”

تمكنت الطفلة السورية “شذى صبرة” من جذب انتباه كل من السوريين والأتراك إليها على حد سواء، وذلك من خلال إجادتها المدهشة للغة التركية رغم سنها الذي لم يتجاوز العشرة ربيعاً، لتحصل لاحقاً على لقب “المترجمة الصغيرة”.

شذى الطفلة السورية المولودة في مدينة “التل” بريف دمشق كانت قد فرت مع عائلتها من سوريا هرباً من إرهاب نظام الأسد إلى لبنان عام 2014 ومن ثم إلى تركيا، وهي ابنة الناشط السوري “أحمد صبرة” المختص بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا.

وروى والد الطفلة الناشط أحمد صبرة كيف أن ابنته التحقت مع اختها بالمدارس السورية في تركيا بادئ الأمر، إلا أنها كانت صغيرة البنية حينها، مما دفع إدارة المدرسة إلى طردها رغم بدء الدوام المدرسي دون الاتصال بأهلها.

ويضيف بأنه جاء لاصطحاب ابنته من المدرسة، ولكن المفاجأة كانت بأن المدرسة لم تكن تعلم أين هي، فقد خرجت الطفلة لوحدها دون أن يصحبها أحد، وبعد بحث مضنٍ وُجدت شذى في سوق شعبي هائمة على وجهها بعد أن فقدت الأمل بمعرفة طريق منزلها ,بحسب رواية والد شذى.

إقرأ أيضاً: طفلة سورية تخاطب الحكومة التركية وتكشف مواجع السوريين (فيديو)

ومع إعلان وزارة التربية التركية بدء قبول تسجيل الأطفال السوريين في المدارس التركية التحقت شذى بالمدرسة التركية، لتلفت نظر معلميها بسرعة استيعابها للغة التركية مع أن أسرتها لا تتقن سوى اللغة العربية، لافتا إلى أن شذى لم تعتمد على أي دروس خاصة أو دورات تعليمية بل كان ما تتلقاه في المدرسة التركية كافياً لإتقانها اللغة بطلاقة، لدرجة أن كل زملائها لا يعلمون بأنها سورية، ويظنون أنها طفلة تركية تتقن العربية.

وعند وصولها الصف الثاني، ظهرت شذى مع والدها في فيديو مسجل يدعو لإيقاف نـ.زيف الد م جراء مشـ.اجرة بين السوريين والأتراك في ولاية “شانلي أورفا” جنوبي البلاد منذ ما يقارب العامين، وقامت بترجمة ما قاله والدها إلى اللغة التركية، وانتشر الفيديو بشكل واسع حقق نتائج إيجابية جداً.

الطفلة شذى مع والدها أحمد صبرة

وطالبت شذى في الفيديو الشعب التركي بعدم تكـ.سير محال السوريين حينذاك، وتتالى ظهورها فيما بعد ضمن عدة فيديوهات لمخاطبة الحكومة التركية، وبعضها كان فيديوهات تعليمية، إلا أن دراستها منعتها من إكمال محاولات تشجيع الأطفال على تعلم اللغة التركية.

ولفت الأب إلى أن ابنته أسست قناة خاصة بها على “يوتيوب” لتشجيع الأطفال السوريين على تعلم هذه اللغة وتعليمهم إياها، ولكنها اضطرت لإغلاقها مؤقتاً لتتمكن من استكمال دراستها وتفوقها في المدرسة، حيث تدرس حالياً في الصف الرابع.

المترجمة الصغيرة

وتُعرف شذى بين زملائها ومعلميها في المدرسة بلقب “المترجمة الصغيرة”، وهي تتلقى معاملة جيدة جداً من الكادر الإداري والتدريسي، وبسبب سرعة استيعابها بات الأساتذة يعتمدون عليها في إيصال المعلومات إلى أقرانها السوريين في صفها ممن يصعب عليهم استيعاب اللغة التركية.

وروى الوالد بأن إدارة مدرسة طفلته تعتمد عليها في الترجمة في حال قدم أحد من أسر الأطفال ممن لا يتقنون اللغة التركية للسؤال عن أمر ما فيتم الاستعانة بشذى لتقوم بالترجمة.

وقد ظهرت شذى مؤخراً في مقطع فيديو جديد وهي تخاطب الاتراك بخصوص ترحيل السوريين، لتتحدث بلسان أكثر من 500 ألف طفل سوري حالتهم كحالتها، مخاطبة الجهات المسؤولة في تركيا بإعادة النظر بمصيرهم ومستقبلهم.

مدونة هادي العبد الله