تخطى إلى المحتوى

بعد مماطلة أمريكا خبير عسكري تركي يتحدث عن خيارات تركيا بشأن المنطقة الآمنة

بعد تعمّق الخلاف بين كل من الجانبين الأمريكي والتركي حول المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها شمال شرق سوريا بمحاذاة الحدود التركية، أجرت صحيفة “ملّيت” حواراً مع الخبير العسكري التركي “نعيم باشا” حول السناريوهات المحتملة أمام تركيا بشأن المنطقة الآمنة.

وقال باشا بأن أهداف تركيا من المنطقة الآمنة تتمحور حول أربع نقاط رئيسية وهي: القضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وقطع الصلة بين الميليشيات الكردية الانفصالية في سوريا عن نظيرتها في العراق.

إضافة للمشاركة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وذلك من خلال إعادة اللاجئين السوريين العرب إلى تلك المنطقة وبالتالي إحباط خطة الميليشيات الكردية الهادفة إلى التغيير الديموغرافي في المنطقة، وأخيراً، إعادة ما يقارب مليون لاجئ سوري إلى تلك المنطقة.

إقرأ أيضاً: أردوغان يعلن بأن تركيا لن تستقبل مزيداً من اللاجئين السوريين

وبحسب تحليل باشا، فإن تركيا ستكون بإنشائها للمنطقة الأمنة قد جهّزت دعائم ثابتة وقاعدة تنطلق منها لأي عملية محتملة في جنوب المنطقة، مضيفاً: “في حال إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متراً، فهذا لن يعني بأن تركيا قد كسرت الممر الإرهابي بالكامل، ولكنّها على الأقل ستكون قد أبعدت الميليشيات الكردية وامتداداتها عن حدودها باتجاه الجنوب”.

دورية تركية على الحدود السورية التركية

وبحسب باشا، فإنه في حال لم تتعاون الولايات المتحدة بعملية إنشاء المنطقة الآمنة، ودخلت القوّات التركية المنطقة بمفردها إلى الشمال، فإن عناصر الميليشيات الكردية لن تتمكن من الصمود كثيراً وذلك على غرار عمليتي “درع الفرات وغصن الزيتون”.

ولفت الخبير العسكري إلى أنّ الطائرات التركية – حتى وإن أغلقت الولايات المتحدة المجال الجوي أمام تركيا – لديها الإمكانيات الكافية لتوجيه ضربات إلى الجهة المقابلة من الحدود، مؤكداً على أنّ الدبابات بدورها ستؤدي دوراً مهما في دعم الطائرات.

خلافات عميقة

ووفقا للخبير العسكري فإن تركيا لازالت تستخدم الأوراق التي بين يديها فيما يخص شرق الفرات بالشكل الصحيح، قائلاً: “لكن في الوقت نفسه علينا ألا ننسى بأنّ الأمور وخصوصا في الشرق الأوسط قابلة للتغيّر إما باتجاه السلب أو الإيجاب”.

هذا ويشهد ملف شمال شرق سوريا خلافاً عميقاً ومتجذراً بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية مع إصرار الأخيرة على دعم الميليشيات الكردية الانفصالية التي تعتبرها تركيا جهة معادية وتصنفها جميعاً كمنظمات إرهابية، وبدلاً من أن يقارب ملف المنطقة الأمنة بين وجهات النظر، يبدو بأنه زاد الخلاف تعقيداً مع مراوغة الولايات المتحدة وإصرار تركيا على التمسك بشروطها.

مدونة هادي العبد الله