في سياق محاولاته لحشد التأييد الدولي إزاء محافظة إدلب السورية التي تتعرض لتصعيد كبير من قبل نظام الأسد وحلفاءه، بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض جولة دولية في محاولة لإيقاف الحملة على إدلب ومدنييها.
حيث بدأ وفد رفيع المستوى من الائتلاف برئاسة رئيسه “أنس العبدة” الجولة بزيارة إلى إيطاليا ودولة الفاتيكان، وذلك ضمن خطته لحشد التأييد الدولي لوقف العدوان الذي تشنه قوات الأسد بدعم روسي وإيراني على إدلب، وللعودة إلى طاولة المفاوضات لتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254.
ويحمل وفد الائتلاف عدة مطالب ومقترحات من شأنها حماية المدنيين، وإنشاء برنامج لإغاثة النازحين والمهجرين، إضافة إلى دعم البرامج التي تعدها الحكومة السورية المؤقتة لإدارة المناطق المحررة وتعزيز بقاء المدنيين فيها، مع التركيز على أهمية ردع نظام الأسد وحلفائه عن استهداف المدنيين.
إقرأ أيضاً: إهانات مباشرة توجهها سياسية ألمانية إلى بشار الأسد
كما يسعى الوفد للتعريف بجرائم الحرب الناتجة عن قصف المنشآت الطبية والمدنية من مدارس وأسواق ومساكن على يد نظام الأسد وحلفاءه، وذلك على اعتبار أن تلك العمليات هي السبب الرئيسي وراء نشوء موجات لجوء جديدة محتملة.
ويضع الوفد على جدول أعماله دعوة كافة الدول الصديقة إلى دعم الجهود الأممية لتحريك العملية السياسية المتوقفة بسبب تعنت نظام الأسد وتعويله على الحل العسكري الدموي، وبرفقته حلفاؤه الروس والإيرانيون طبعاً.
وكان رئيس الائتلاف “أنس العبدة” قد وجه رسالة خلال الأسبوع الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” لافتاً نظره وأنظار مجلس الأمن إلى الأوضاع في إدلب، موضحاً بأن معاناة المدنيين تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب التدمير الواسع النطاق للبنية التحتية المدنية، واجتياح مدن كاملة بريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي.
وأضاف بأن هناك ما يزيد على مليون إنسان سوري “هاموا على وجوههم يبحثون عن الأمان، ويتوزعون في العراء أو المخيمات”، مؤكداً بأن معظم النازحين فضلوا الذهاب إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.
أزمة إنسانية قادمة!
وبيّن في رسالته بأن أنماط النزوح لا تزال على حالها، معتبراً بأن ذلك الأمر “يزيد من الضغوط على المجتمعات المضيفة في مناطق النزوح – المحتاجة أصلاً للمساعدة – الأمر الذي يدعوهم إلى التفكير في اللجوء إلى دول أخرى رغم المخاطر التي يتعرضون لها بعبور الحدود وركوب البحار”.
وطالب العبدة بإيصال مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية إلى مناطق إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية عبر الحدود التركية، كما دعا إلى زيادة وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة، بما يلبي الاحتياجات الأساسية والطارئة، في مجالات المأوى والغذاء والتعليم والصحة والخدمات، للنازحين والمقيمين في تلك المناطق.
وأضاف العبدة بأن الشعب السوري يعيش أسوأ مأساة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يضع المسؤولية على المجتمع الدولي للتحرك، ومنع الخطر الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين.