تخطى إلى المحتوى

إيقاف عرض الفيلم الذي حضره الأسد في عيد ميلاده

بعد يومين فقط من حضور رأس النظام السوري “بشار الأسد” مع عائلته للعرض الأول لفيلم “دم النخل” بدار الأوبرا في دمشق، أصدرت “المؤسسة العامة للسينما” التابعة لنظام الأسد بياناً مطولاً أعلنت فيه إيقاف عرض الفيلم، وتأجيل انطلاقته الجماهيرية حتى إشعار آخر.

وكان الأسد قد حضر العرض الافتتاحي للفيلم الذي أخرجه المخرج الموالي للنظام “نجدت إسماعيل أنزور” برفقة عائلته في ذكرى مولده الرابعة والخمسين يوم الخميس الماضي، كما حضر العرض كل من وزير الثقافة ومسؤولين آخرين، بالإضافة لوجود الصحافة والإعلام على نطاق واسع، مع حشد من مؤيدي النظام.

وبالحديث عن فيلم “دم النخل”، فهو ينتمي للخط الاعتيادي الذي يعمل عليه عضو مجلس الشعب والمخرج الشبيح “نجدت إسماعيل أنزور” منذ بداية الثورة السورية، من خلال تشويه صورة الثورة وربطها بالإرهاب وتصوير ميليشيات النظام وحلفاءه بمظهر الأبطال النبلاء البواسل.

ويتحدث المحور الرئيسي لقصة الفيلم عن الفترة التي اجتاح فيها تنظيم “داعش” مدينة تدمر، والجرائم التي ارتكبها في المدينة من تدمير وقتل، وطبعاً مع الربط الخبيث لهذا التنظيم المجرم بالثورة السورية وبالدين الحنيف عموماً.

إقرأ أيضاً: مؤيدو بشار يفـَاجئونه بطريقة مبتذلة في ذكرى ميلاده الـ 54 (فيديو)

وخلال قصة الفيلم، يظهر أحد جنود نظام الأسد متحدثاً بلهجة أهل السويداء، ويظهره أنزور بمظهر الضعيف والجبان والمتردد، الأمر الذي أشعل مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمدينة السويداء وأهلها، لتهاجم الفيلم وكاتبه ومخرجه، وتصفه بالعنصري والكاذب.

مشهد من فيلم ” دم النخل “

ومن ضمن المنشورات التي كتبت في هذا الصدد: “الفلم الذي عرض لمرة واحدة بشكل خاص، أثار ضجة واستياء كبيرين وانتقادات لعدة أسباب: أولها تعدد اللهجات والميول إلى الطائفية البحتة، ثانيها إظهار ابن الجبل في موقف الخـ.ائف أو الجبان”.

وتابع كاتب المنشور بقوله: “لكن للحق والحقيقة اللوم لا يقع على المخرج نجدت أنزور فقط بل على كاتبة النص ديانا كمال الدين! أما الأغرب موافقة وزارة الثقافة ومؤسسة السينما على هكذا عمل إن دل يدل على منحى الطائفية”.

احتجاج وغضب

أما صفحة “السويداء نيوز” على موقع “فيسبوك” – وهي من أشهر صفحات المدينة – فكتبت: “بعد الغضب الجماهيري من أحد الاسقاطات في فيلم دم النخل، إيقاف بصيغة تأجيل! حيث تم تأجيل العرض الجماهيري لفيلم دم النخل الذي أثار جدلاً واسعا وخاصة لأبناء جبل العرب، جبل العرب الذي قدم الكثير من أبنائه شهداء ليدافع عن ارضه وعرضه”.

أما البيان الرسمي من قبل المؤسسة العامة للسينما التابعة للنظام، فقد برّر إيقاف العرض بالتالي: “لفتح باب النقاش للآراء والنقد الإيجابي والسلبي، ولأننا حريصون كل الحرص على أن تصل الرسالة الوطنية بشكلها الصحيح لكل شرائح مجتمعنا السوري المنوّع والمتكاتف بكل أطيافه وخاصةً لأهلنا في كل المحافظات التي قدّمت أغلى ما تملك في سبيل عزة الوطن ورفعته”.

ويأتي هذا التصرف من قبل نظام الأسد في سياق محاولاته المستمرة لاستمالة أهالي السويداء الذين ينتمي معظمهم لطائفة “الموحدين الدروز” والتي نأت بنفسها منذ بداية الثورة عن المشاركة في أي من أحداثها، إن لجانب النظام أو لجانب الثورة.

مدونة هادي العبد الله