تخطى إلى المحتوى

حول التعامل مع نظام الأسد .. السفارة الأمريكية تجتمع برجال أعمال أردنيين

دعت السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان مجموعة من رجال الأعمال الأردنيين مؤخراً إلى اجتماع في مقرها لمناقصة بعض الفعاليات الاقتصادية بين البلدين، وقد كاد الأمر يبدو مجرد اجتماع روتيني عادي، إلا أن صحيفة “لوس أنجلس تايمز” الأمريكية كشفت تفاصيل هامة وغير اعتيادية عن هذا الاجتماع.

وقالت الصحيفة بأنه خلال الاجتماع تفاجأ الحاضرون بعرض أميركي ينضوي على تحذير مبطن، حيث قدم الأمريكيون عرضهم الذي ركز بشكل خاص على “قانون قيصر”، والذي يعاقب أي جهة أجنبية تتعامل مع سوريا.

وقال “حمدي الطباع” رجل الأعمال الأردني ووزير التجارة السابق: “قالوا لنا: لا تتعاملوا مع سوريا، ولا تذهبوا إلى سوريا”، وأضاف الطباع الذي ابدى انزعاجه من الاجتماع الأميركي: “ثم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث قالوا لنا من الأفضل إنهاء استثماراتنا هناك”.

إقرأ أيضاً: قناة أردنية تعتذر لجيش الأسد عن خطأ غير مقصود! (فيديو)

حمدي الطباع

وأشار الطباع إلى أنه احتج برفقة عدد من زملائه على هذا التحذير، مؤكداً بأن لهم شراكات طويلة الأمد في سوريا ولهم روابط عائلية هناك، إلا أن المسؤولين الأميركيين بدوا غير مهتمين، وقال الطباع واصفاً ردة فعلهم: “أخبرونا بأن هذا الكلام بمثابة تعليمات”، على حد قوله.

ويهدف قانون قيصر إلى حصار نظام الأسد اقتصادياً من خلال معاقبة أي جهة أجنبية تتعامل معه، إلا أن ضرر ذلك الحصار يدفع ثمنه في المقام الأول المواطنون السوريون الذين باتت النسبة الاكبر منهم تحت خط الفقر، وفي الوقت نفسه يضر القانون بالدول الإقليمية الحليفة للولايات المتحدة مثل الأردن، والذي يعتمد في اقتصاده على سوريا بشكل كبير.

علاقات متوترة

على الصعيد الرسمي، تشهد العلاقات بين الأردن وسوريا تجاذبات عديدة منذ اندلاع الثورة السورية ربيع عام 2011، وقد حاول الأردن اتباع سياسة “إمساك العصا من المنتصف” مع نظام الأسد دون ان يقطع العلاقات معه بشكل كامل حفاظاً على مصالحه الاقتصادية.

إلا أن الحكومة الأردنية قامت سنة 2014 بطرد سفير نظام الأسد لديها اللواء “بهجت سليمان” بعد أن تطاول هذا الأخير على الأردن – وهو المعروف بأنه واحد من أعتى شبيحة النظام – واكتفت بوجود قائم بأعمال السفارة السورية على أراضيها في ظل استمرار عمل تلك السفارة وعدم قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد بشكل نهائي.

وتشهد العلاقات الدبلوماسية الأردنية مع نظام الأسد توتراً واضحاً في الآونة الأخيرة بسبب الخلافات الاقتصادية بالدرجة الأولى، إضافة إلى اعتقال نظام الأسد عددًا من المواطنين الأردنيين بشكل تعسفي أثناء زيارتهم إلى سوريا عبر معبر نصيب الحدودي.

مدونة هادي العبد الله