تخطى إلى المحتوى

حقوقيان سوريان يحذران من اللجنة الدستورية ويكشفان أثرها على القضية السورية

تهدف الدول الضامنة لمسار محادثات آستانا “تركيا وروسيا وإيران” بشكل خاص لتهويل قضية اللجنة الدستورية المزمع إنشاؤها بصدد وضع اللبنة الأولى للحل السياسي السلمي في سوريا، ويصورونها منذ عام تقريباً على أنها مفتاح الخلاص لكل معاناة السوريين وحربهم التي طالت.

وفي هذا السياق نفسه، حذر محاميان وحقوقيان سوريان من خـ.طر اللجنة الدستورية التي تعمل دول آستانا على تشكيلها، معتبرين إياها “خيـ.انة وإهـ.انة والتفافاً خـ.طيراً على المرحلة الانتقالية” على حد قولهما.

وقال الناشط والحقوقي السوري “أنور البني” عبر منشور في “فيسبوك”: “رجال دول كبرى (بوتين – روحاني – أردوغان) يلعبون ويلتهون بدمية صغيرة هي (اللجنة الدستورية)، يتقاذفونها ويطلقون بها في الهواء ويتلقفونها بحركات بهلوانية، وفي ظنهم أن هذا اللعب سيجذب اهتمام العالم لصرف النظر عما يجري على الأرض في سوريا مما يساعدهم على متابعة جـ.رائمهم وهم آمنون”.

وتابع قائلاً: “اللجنة الدستورية خـ.يانة كاملة لآمال وتطلعات الشعب السوري، ومحاولة التفاف كاملة على المرحلة الانتقالية المنصوص عنها بالقرار الأممي 2245 وبيان جنيف، وتغييب لقضية المعـ.تقلين والمختفين قسراً وتغطية للجـ.رائم وحماية للمجرمين ضد الإنسانية ومجرمي الحرب”.

وختم بقوله: “كفاكم لعباً، وآن للدمى المتحركة أن تهترئ، لن نتجاوز العدالة والقصاص من كل المجرمين، ستبقى العدالة منارتنا الوحيدة لحل الوضع السوري وبناء سوريا الجديدة التي لن تكون إلا خالية من المجـ.رمين”.

إقرأ أيضاً : نشطاء يحصون خروقات روسيا ونظام الأسد للهدنة منذ 15 يوماً

كما تحدث الحقوقي السوري “ميشال شماس” ضمن السياق ذاته، ووجه تحذيراً للمشاركين في اللجنة بعنوان “احترموا أنفسكم وانسحبوا”.

وقال شماس عبر منشور في فيسبوك أيضاً: “هل يعي المشاركون في اللجنة الدستورية ممن يصنفون أنفسهم من جماعة المجتمع المدني أو ممن يحسبون أنفسهم من جماعة المعارضة، أن موافقتهم على المشاركة فيها ستشكل إهانة بالغة لكافة تضحيات السوريات والسوريات الذين ثاروا على نظام الأسد، وهي إهانة لقضية المعتقلين والمختفين قسرياً؟”.

وأضاف بقوله: “الأخطر أن مشاركتهم سوف تساعد روسيا وتركيا وإيران في الالتفاف على المرحلة الانتقالية المنصوص عنها بالقرار 2245 وبيان جنيف، وأن مشاركتهم ستحمي المجرمين وتساعدهم على الافلات من العقاب”.

وختم شماس قائلاً عبر منشوره: “أكرر نصيحتي لكم ان تحترموا أنفسكم وتنسحبوا! نعم إذا اردتم ان تبقوا محترمين، انسحبوا قبل ان تصبحوا لعبة في يدي روسيا وإيران وتركيا وتنقلب العربة فيكم ويلعنكم التاريخ”.

مهزلة اللجنة الدستورية

وكانت كل من الدول الضامنة لمسار آستانا بتنسيق ودعم من المبعوث الأممي وقتذاك “ستيفان دي مستورا” قد توصلت منذ عام تقريباً إلى اتفاق يقضي بالشروع بتشكيل لجنة تضع دستوراً جديداً لسوريا، على أن يكون ثلثها من طرف المعارضة، وثلث من طرف نظام الأسد، وثلث محايد من جهات أممية ومنظمات مجتمع مدني.

وبينا يستمر الجذب والصد بصدد تشكيل هذه اللجنة منذ عام تقريباً دون الوصول لأي نتيجة محسومة إلى هذه اللحظة، لا يتأمل السوريون ولا توارهم ولا ناشطيهم بأن تحل هذه اللجنة أي مشكلة فعلية بشأن القضية السورية، مادامت لن تغير شيئاً في صميم النظام نفسه بل ستعترف به كطرف فاعل في الحل السياسي، وهو الأمر الذي تحشد له روسيا طاقاتها بشتى الوسائل والطرق، محاولة الالتفاف على القرار الأممي 2245 الذي كان الأمل الوحيد لحل حقيقي بالنسبة للسوريين.

مدونة هادي العبد الله