تخطى إلى المحتوى

ضابط منشق عن الفرقة الرابعة يكشف خفايا أكبر فرقة في جيش الأسد

تعتبر الفرقة الرابعة التابعة لجيش نظام الأسد واحدة من أهم وأقوى مكونات هذا الجيش على الإطلاق، وتعتبر الوريث الشرعي لما كان يسمى بـ “سرايا الدفاع” التي أسسها “رفعت الأسد” شقيق الأسد الأب، والتي كانت تتمتع باستقلال ذاتي عن الجيش بأسره، وينسب إليها القيام بمجـ.ازر طوال تاريخها .

وبعد الخلاف المعروف بين كل من رفعت وحافظ والذي انتهى بنفي رفعت من سوريا، تم حل سرايا الدفاع شكلياً وضمها إلى جيش النظام تحت اسم “الفرقة الرابعة” والتي انتسب إليها “ماهر الأسد” الابن الأصغر لحافظ، ليقودها بشكل غير رسمي طوال عشرين عاماً بسبب التسلسل الهرمي للرتب، حتى وصل إلى رتبة لواء منذ عامين ليقودها بشكل رسمي ومباشر.

تكمن مهمة الفرقة الأساسية في حماية العاصمة دمشق، ونظام آل الأسد بشكل شخصي ومباشر، بيد أنها استُخدمت أيضا في مهمات هجومية، وارتكبت مجـ.ازر وجـ.رائم حرب في حق الشعب السوري منذ اندلاع الثورة في آذار مارس 2011، وكانت وكالة “ستيب” الإخبارية قد أجرت حواراً مع العقيد المنشق عن الفرقة الرابعة “محمود عليوي العبد الله” حول تلك الفرقة.

وفي سؤال عن مقدار ملاك الفرقة من الآليات والجنود والتشكيلات العسكرية قبيل الثورة، وخسائرها خلال السنوات الأخيرة، أجاب العبد الله بقوله: “تتألف الفرقة الرابعة من لواءين دبابات، ولواء مشاة 138 ميكا، ولواء مشاة محمول، وفوج الإنزال المسمى بـ 555 وهما فوجي إنزال، وكتيبة مهام خاصة، ملاكها 500 عنصر، أغلبهم من طائفة النظام”.

إقرأ أيضاً : عناصر الأسد في موقف مذلّ واعتراف منهم بقلة قيمتهم وعدم اهتمام الناس لهم (فيديو)

وتابع بقوله: “كما تضم كتيبة (م.د)، وكتيبة استطلاع، وكتيبة كيمياء، وكتيبة هندسة، وكتيبة نقل، وكتيبة طبية، وكتيبة حراسة، وكتيبة إشارة، وكتيبة تسليح، وكتيبة شؤون فنية (إصلاح عربات)، وكتيبة مظلات، وسرية شرطة عسكرية، وسرية إدارة النيران، ومكتب أمن الفرقة الرابعة”.

وأكمل قائلاً: “ويوجد فيها فوج مدفعية 130 يحتوي على عربات فوزديكا، والذي تضم كل كتيبة منه ثلاث سرايا، وكل سرية تضم ثلاثة مدافع نوع (م.ط) إضافة إلى راجمات للصواريخ، وبالنسبة لتشكيلات قيادة الفرقة، يوجد فيها كتائب مستقلة مثل كتيبة الهندسة، كتيبة الاستطلاع، كتيبة الإنزال المظلي، الشؤون الإدارية، الشؤون الفنية وغيرها”.

عناصر من جيش الأسد يتبعون للفرقة الرابعة

وقال العقيد المنشق: “بلغ عدد عناصر الفرقة قبل الثورة السورية، نحو 19000 عنصراً، معظمهم من الطائفة العلوية، وبينهم ما يقارب الـ 1200 ضابطًا، قُتل أكثر من ثلثهم، وأغلبهم من الرتب الصغيرة خلال المعارك مع فصائل الثورة، وبسبب الخسائر الفادحة في صفوف الفرقة، لم يبق فيها أعداد ضخمة، حيث خسرت أكثر من 8000 مقاتل، خلال سنوات الثورة، قتلوا معظمهم في حماة وريف دمشق”.

وفي إجابة عن نوعية السلاح لدى الفرقة بعد تلقيها الدعم الإيراني، قال العبد الله: “عُززت الفرقة بصواريخ الـفيل مع بداية الثورة السورية، وراجمات متطورة كورية الصنع، تتكون من ثنائية إلى 12 سبطانة، استُخدمت جميعها لقتل الشعب السوري وقمع الاحتجاجات السلمية، كما عززت الفرقة صفوفها تحديدًا عام 2015 بفوج اسمه 666”.

وأكمل قائلاً: “كما توجد كتيبة للكيمياء ضمن تشكيلات الفرقة، وقد شاركت في مجزرة الكيماوي على الغوطة والمعضمية والغوطة الغربية في ريف دمشق”.

بدء التدخل

وفي سؤال عن تاريخ بدء الدور اللامحدود للفرقة إبان الثورة السورية، قال العبد الله: “عملت الفرقة منذ بداية الحراك الشعبي، إلى جانب المخابرات الجوية في دمشق وريفها، عندما كانت العناصر برفقة ضباط مختصين يتواجدون في العاصمة باللباس المدني، ويتوزعون أمام المساجد وخاصة أيام الجمعة، ويعودون بعد ممارسة قمعهم للمظاهرات إلى الألوية في مناطق الصبورة وقدسيا ومناطق جبال المعضمية”.

وتابع قائلاً: “وبتاريخ 18/4/2012، نزلت الفرقة بلباسها الميداني إلى الشوارع للمشاركة في عمليات القمع، وتعتبر الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري حاميات النظام بشكل فعلي، حتى أكثر من أجهزة المخابرات وغيرها من الأجهزة الأمنية”.

وكإجابة عن السجون السرية والمعلنة التي تتبع للفرقة، قال الضابط المنشق: “تتركز سجون الفرقة في اللواء 40 دبابات، المتمركز في جبال المعضمية، بالإضافة إلى سجون اللواء 42 مشاة محمول، التابع لماهر الأسد مباشرة، ويقع فوق منطقة دمر، بريف دمشق الغربي”.

فرقة الإجـ.رام

وعن أبرز معاقل تمركز الفرقة الرابعة وقيادتها قال العبد الله: “تتركز مستوطنات الفرقة الرابعة ضمن أربع مناطق رئيسية هي: مناطق تمركز الضباط في أوتوستراد المزة، منطقة السومرية الواقعة بين المعضمية والمزة، بالإضافة إلى تجمع السومرية الواقع مقابل مطار المزة، وهو أقدم المناطق، وسميّ بذلك نسبة إلى سومر رفعت الأسد، وهو على أراضي أهل المعضمية”.

وتابع قائلاً: “بالإضافة إلى تجمعات مدينة المعضمية والتي بنيت بعد عام 2000، والتي خصصت للضباط ذوي الرتب المتوسطة، ويوجد أيضاً تجمعات في منطقة الصبورة، والتي تقع مقابل جسر الصبورة، وهي أكبر التجمعات الخاصّة بالفرقة، وتأوي ضباطاً بمختلف الرتب”.

ويشار إلى أن روسيا تسعى مؤخراً إلى الاستفادة من جهود الفرقة الرابعة بعد أعوام طويلة من القطيعة بين الطرفين بسبب ولاء الفرقة لإيران، وبالفعل فقد شاركت الفرقة الرابعة مؤخراً بجهود كبيرة في معارك ريف حماة الأخيرة، والتي تمكن نظام الأسد على أثرها من بسط سيطرته على كامل ريف حماة الشمالي بعد دعم لامحدود من الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية.

مدونة هادي العبد الله