تخطى إلى المحتوى

عقب اجتماع مغلق لبحث مصير اللجنة الدستورية تصريحات لوزير الخارجية التركي

بعد التصريحات المتكررة بقرب تشكيلها، ورغم عبثية أهدافها وعدم اقتناع السوريين بها بل وتحذير الناشطين والمفكرين السوريين منها، لا تزال اللجنة الدستورية هاجساً للجهات الداعمة لها، وبالأخص الدول “الضامنة” لمسار محادثات آستانا.

وفي هذا السياق، بحث الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” مع وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” يوم أمس، عدة قضايا في الشأن السوري، وعلى رأسها لجنة صياغة الدستور المزمع إنشاؤها في سياق إيجاد حل سياسي للقضية السورية.

وقد جاء ذلك ضمن اجتماع مغلق يوم أمس قبيل بدء اجتماع الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وعقب الاجتماع صرح الوزير التركي ضمن مؤتمر صحفي بأنه قد ناقش قضية اللجنة الدستورية إلى جوار عدة قضايا مع الأمين العام.

إقرأ أيضاً : بالأسماء والقوائم نظام الأسد يحجز على أموال 150 من رجال الأعمال والمسؤولين لديه

ورداً على سؤال حول تاريخ الكشف عن لجنة صياغة الدستور في سوريا، قال جاويش أوغلو: “سيتوجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا (غير بيدرسون) يوم الاثنين المقبل إلى دمشق وسيجتمع مع نظام الأسد، وبعد ذلك يمكننا الحديث عن ذلك”.

وكانت كل من تركيا وروسيا وإيران قد قررت بأن تباشر لجنة صياغة الدستور السوري أعمالها في أقرب وقت ممكن، خلال القمة الثلاثية التي عقدت يوم الاثنين الماضي في العاصمة التركية أنقرة.

مؤامرة روسية واضحة

ورغم أن القرار الأممي رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي قد نص على إعادة صياغة الدستور السوري، إلا أنه أكد على ذلك ضمن تسلسل معين يشمل انتقالاً سياسياً يلغي وجود نظام الأسد من الأساس، إلا أن أطراف مؤتمرات سوتشي وآستانا اتفقوا العام الماضي على إنشاء لجنة دستورية كأولى خطوات الحل السياسي المفصل على مقاسهم، والذي يجعل من نظام الأسد طرفاً أساسياً في الدستور والحل السياسي.

إذ ينص اتفاق اللجنة الدستورية المطبوخ في “سوتشي” على أن تتكون اللجنة من 150 شخصاً، يعين النظام 50 منهم، وتعين المعارضة 50 آخرين، بينما الخمسون الباقية يتم تعيينها من المثقفين ومندوبي منظمات من المجتمع المدني السوري بإشراف الأمم المتحدة.

ولكن مع تدخل روسيا والنظام السافر والواضح بقائمة المجتمع المدني، ومع وجود عملاء لهم في المعارضة ذاتها من منصات القاهرة وموسكو وغيرها، تصبح اللجنة بمجملها مصنوعة في المطبخ الروسي الإيراني الذي يسعى وبكل قوته السياسية والعسكرية لتثبيت الأسد وشرعنته وإعادته إلى أحضان الأسرة الدولية.

مدونة هادي العبد الله