بعد مرور عام تقريباً على بدء المفاوضات المكوكية الخاصة بتشكيل “اللجنة الدستورية السورية”، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غـوتيريش” اليوم الاثنين عن نجاح شكيل تلك اللجنة.
وقال غوتيريش في تصريح صحفي قبيل الاجتماع الدوري للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك: ” لقد تشكلت اللجنة الدستورية السورية، وستجتمع في جنيف خلال الأسابيع المقبلة”.
وكان غوتيريش قد بحث منذ أيام مع وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” مسألة اللجنة الدستورية السورية، وذلك في سياق إيجاد حل سياسي للقضية السورية.
وقد جاء ذلك ضمن اجتماع مغلق يوم الخميس الماضي قبيل بدء اجتماع الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، وعقب الاجتماع صرح الوزير التركي ضمن مؤتمر صحفي بأنه قد ناقش قضية اللجنة الدستورية إلى جوار عدة قضايا مع الأمين العام.
إقرأ أيضاً: حقوقيان سوريان يحذران من اللجنة الدستورية ويكشفان أثرها على القضية السورية
كما قال جاويش أوغلو في هذا الصدد: “سيتوجه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا (غير بيدرسون) يوم الاثنين المقبل إلى دمشق وسيجتمع مع نظام الأسد، وبعد ذلك سيتم الإعلان عن موعد انطلاق عمل اللجنة الدستورية”.
وكانت الدول الضامنة لمسار آستانا قد توصلت منذ عام تقريباً بالتعاون مع المبعوث الأممي وقتذاك “ستيفان دي مستورا” لاتفاق يقضي بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا، ضمن ما ادعوا بأنه تمهيد للانتقال السياسي في سوريا.
ورغم أن القرار الأممي رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي قد نص على إعادة صياغة الدستور السوري، إلا أنه أكد على ذلك ضمن تسلسل معين يشمل انتقالاً سياسياً يلغي وجود نظام الأسد من الأساس، إلا أن اتفاق اللجنة الدستورية وفقاً لضامني آستانا يجعل من نظام الأسد طرفاً أساسياً في الدستور والحل السياسي.
مؤامرة روسية ” اللجنة الدستورية “
إذ ينص اتفاق اللجنة الدستورية الجديد على أن تتكون اللجنة من 150 شخصاً، يعين النظام 50 منهم، وتعين المعارضة 50 آخرين، بينما الخمسون الباقية يتم تعيينهم من المثقفين ومندوبي منظمات من المجتمع المدني السوري بإشراف الأمم المتحدة.
ولكن مع تدخل روسيا والنظام السافر والواضح بقائمة المجتمع المدني، ومع وجود عملاء لهم في المعارضة ذاتها من منصات القاهرة وموسكو وغيرها، تصبح اللجنة بمجملها مصنوعة على هوى روسيا التي تسعى وبكل قوتها السياسية والعسكرية لتثبيت الأسد وشرعنته وإعادته إلى أحضان الأسرة الدولية.