نقلت إحدى المنصات الإعلامية الغربية خبراً مفاده قيام دولة أوربية بترحيل لاجئ سوري من أراضيها بتهمة “التجـ.سس لصالح المخابرات السورية في ألمانيا”، وأنه يشكل “خـ.طراً على النظام العام والأمن”.
وقالت قناة “دويتشه فيلّه” الألمانية نقلاً عن صحيفة “تلغراف” الهولندية بأن السلطات الهولندية قد قامت بترحيل ذلك اللاجئ السوري من أراضيها بعد أن وصل إليها منذ عامين لاحقاً بزوجته وأطفاله، مشيرة إلى أنه كان يعمل في السفارة السورية في ألمانيا بين عامي 1999 و2004.
ورغم رفض طلب لجوئه في آذار مارس من العام الحالي، إلا أنه قام بتقديم طـ.عن على رفض طلبه، بحجة أنه مستهدف من قبل المعارضين لنظام الأسد، لكن محكمة الاستئناف رفضت الطـ.عن الذي تقدم به وأكدت قرار ترحيله في نهاية آب أغسطس الماضي.
وأثار هذا الموضوع – بحسب المصدر – تساؤلات حول الأسباب التي دفعت المحكمة للاكتفاء بترحيله، دون أن تلاحقه قانونياً، خصوصاً وأن ذلك الشخص اعترف بأنه كان يعمل لدى الفرع رقم 279، وهو الفرع الخارجي لإدارة أمن الدولة لدى نظام الأسد.
إقرأ أيضاً : الحزب الحاكم في ألمانيا يدرس إمكانية ترحيل السوريين لبلادهم
وقد اعترف ذلك الجاسوس بأنه كان يعرف أن الأشخاص الذين يتم اعتقالهم نتيجة تقاريره كان يتم تحويلهم إلى الفرع رقم 285 – فرع التحقيق في إدارة أمن الدولة – وفي قسم التحقيق يتم تعـ.ذيب السجناء وقد يموت بعضهم تحت التعـ.ذيب أيضاً.
ويرجح المحامي والناشط السوري “أنور البني” الذي يعمل على جمع الأدلة وإقامة الدعاوى ضد مسؤولين سوريين متهمين بانتهاك حقوق الإنسان، بأن سبب اكتفاء المحكمة الهولندية بترحيل طالب اللجوء السوري هو عدم قدرة الادعاء على إثبات أن أحد تقاريره أدى إلى تعـ.ذيب شخص ما.
ويضيف البني قائلاً: “لو كان هناك شخص ادّعى بأنه قد تعرض للتعـ.ذيـ.ب في ذلك الفرع نتيجة تقرير كتبه ذلك الشخص، لكان ذلك سبباً لتوقيفه ومحاكمته فيما بعد، وعلى كل حال فإن مجرد الاشتباه بأن تقارير ذلك الشخص قد أدت إلى تعذيب أشخاص، هو ما جعل المحكمة ترفض منحه حق اللجوء وتتخذ قراراً بترحيله”.
ملاحقات مستمرة
وكان الادعاء العام في ألمانيا قد أصدر العام الماضي مذكرة اعتقال بحق عضوين سابقين في مخابرات النظام بتهمة ارتكاب جـ.رائم ضد الإنسانية في سوريا، ورغم أن الادعاء العام قد ألغى أمر اعتقال أحدهما في أيار مايو الماضي، إلا أنه أعاد اعتقاله بعد شهرين.
يشار إلى ان عدداً كبيراً من شبيحة نظام الأسد وعناصر أجهزته الأمنية وميليشياته قد استغلوا موجة الهجرة إلى أوروبا إما هرباً من الملاحقة الأمنية أو من تاريخهم الأسود، وإما لتكليفهم بمهام رسمية من قبل نظام الأسد للاندساس بين اللاجئين ونقل تقارير دورية عنهم إلى مخابرات النظام وأجهزته الأمنية.