بالترافق مع تصريحات السياسيين الأتراك – وعلى رأسهم الرئيس التركي نفسه – باقتراب عمل عسكري للجيش التركي في الشمال السوري، يبدأ العد التنازلي لهذا العمل المرتقب وسط تحركات ملحوظة للقوات التركية على الحدود السورية، وإجراءات أمنية غير اعتيادية تسود المنطقة.
إذ شهدت الحدود السورية التركية تحركين من الجانب التركي في الفترة الماضية وقبل أيام من انتهاء “مهلة أيلول” التي حددها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لحلفاءه لإكمال تنفيذ بنود المنطقة الآمنة المتفق عليها معهم.
حيث أعلن أردوغان مطلع الشهر الجاري عن تصميم بلاده على إنشاء المنطقة الآمنة على الحدود الشمالية لسوريا قبل نهاية شهر أيلول سبتمبر الحالي.
إقرأ أيضاً: الجيش التركي يعلن عن طريقة جديدة لمراقبة الحدود السورية التركية
وبالنسبة للتحرك الأول الذي أقدمت عليه القوات التركية، فقد كان عصر يوم أمس الاثنين، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركية بأن اثنتين من مقاتلاتها من طراز “إف 16” قد حلّقتا في طلعات استكشافية داخل الأجواء السورية ما بين الساعة العاشرة صباحًا والثانية عشرة ظهراً.
إلا أن الوزارة لم تحدد أسباب الطلعات الجوية بالطائرات الحربية ولا ما قامت به فعلياً، ويُعتقد بأنها تأتي في إطار خطوات إنشاء المنطقة الآمنة على طول الحدود الشمالية لسوريا.
أما التحرك الثاني من قبل الجانب التركي، فقد جاء بعد ساعات من تحليق الطائرات الحربية، وذلك بتسيير الدورية البرية الثانية بين الجيشين التركي والأمريكي في مناطق شرق الفرات، بموجب اتفاق المنطقة الآمنة المتفق عليه بين الجانبين مطلع آب أغسطس الماضي.
Suriye’nin kuzeyinde, Fırat’ın doğusunda Güvenli Bölge tesisi faaliyetleri kapsamında; TSK ve ABD personeli, kara araçları ve İHA’ların iştirakiyle ikinci müşterek kara devriyesine Akçakale güneyinde, Suriye tarafında başladı. pic.twitter.com/I8kqcrPtQi
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) September 24, 2019
بدء التحركات
وقالت وزارة الدفاع التركية في حسابها على موقع “تويتر” اليوم بأن أفرادًا من القوات الأمريكية والتركية قد بدؤوا بتسيير دوريتهم البرية المشتركة الثانية جنوبي مدينة تل أبيض السورية، بمشاركة مركبات برية ثقيلة وطائرات من دون طيار، كما نشرت الوزارة صوراً للدورية في أثناء دخولها الأراضي السورية لإنجاز مهامها المخطط لها ضمن الاتفاق.
وتتزامن التطورات السابقة مع تصريحات للرئيس التركي عن استعدادات بلاده على طول الحدود السورية التركية للقضاء على “التنظيمات الإرهابية” شمال شرقي سوريا، على حد قوله وقتذاك.