تتالت بيانات الرفض من قبل الفصائل الثورية في الشمال السوري المحرر ضد إعلان اللجنة الدستورية السورية التي تم إعدادها من قبل المحتل الروسي وحلفائه لإيهام السوريين والمجتمع الدولي باقتراب الانتقال السياسي للسلطة في سوريا، بينما هي في واقع الأمر تثبيت لشرعية نظام الأسد وتبييض لصفحته السوداء.
ومن بين بيانات الرفض والاستنكار، رفضت حركة “أحرار الشام” إعلان اللجنة الدستورية، والتي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي قبيل البدء بجلسات الجمعية العمومية الـ 74 للأمم المتحدة.
وقال “جابر علي باشا” قائد الحركة وعضو مجلس قيادة الجبهة الوطنية للتحرير في مستهل بيانه: “ثورتنا لم تكن يوماً لتعديل دستورٍ أو هيكلة حكومة، تعيد إنتاج النظام المجرم من جديد”.
إقرأ أيضاً : نظام الأسد ينشر قائمة مندوبيه في اللجنة الدستورية الجديدة
وتابع علي باشا بقوله: “بل ثورتنا كانت للحرية والكرامة، ولانبعاث جيل جديد يبني مستقبلاً يليق بأهل سوريا، وسيرى منا أعدائنا ما يرضي الله، ويقر أعين أهلنا، فنحن قومٌ لا نستسلم، ننتصر أو نموت، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.
وبثت المعرفات الرسمية تابعة لحركة أحرار الشام التسجيل المصور لقائد الحركة، والذي رفض من خلاله الاعتراف باللجنة الدستورية ضمن بيان واضح من الحركة في هذا الصدد.
من جهته أعلن “أبو عيسى الشيخ” قائد فصيل “صقور الشام” رفضه للجنة الدستورية، بقوله: “لا دستور في ظل عصابة الإجرام، فتحريف الدستور، وإضافة الاستثناءات عليه لن يستغرق أكثر منه يوم نُصب هذا الطاغية رئيسا، فكيّف إن كان الدستور على مقاسه؟ الإطاحة بالطغاة مقدمة على سن القوانين ووضع شرائع الحكم إن كنا نفقه الأولويات، فلا بديل عن إسقاط النظام”.
مواقف متباينة
أما “عبد السلام عبد الرزاق” المتحدث باسم حركة “نور الدين الزنكي” فقد قال في تغريدة له: “اللجنة الدستورية ليست مطلب شعب مهجر ونازح وشهيد ومعتقل، لم يخرج الشعب ويعاني مطالباً بتغيير دستور تم تغييره سابقا بخمس دقائق لتسليم المجرم الحكم، هذه اللجنة ليست مطلب الشعب السوري بل رغبة النظام التفافاً على مطالب الشعب المحقة بالحرية والكرامة”.
وكان إعلان تشكيل اللجنة الدستورية قد قوبل برفض واسع من معظم أطياف الثورة السورية المدنية والعسكرية، حيث أبدى ناشطون تخوفهم من أن تكون اللجنة أداة لشرعنة نظام الأسد وإعادة إنتاجه، في حين رحبت الهيئة السورية العليا للتفاوض بتشكيل اللجنة، معتبرة إياها “نصراً للشعب السوري”، وبوابة للحل السياسي في سوريا.