تخطى إلى المحتوى

روسيا لن تشارك في أي تحرك عسكري قريب في إدلب لهذه الأسباب

مع تعدد وكثرة التحليلات والتوقعات بشأن مصير محافظة إدلب ومحيطها في الأيام القادمة، ومع إشـ.اعات بتصعيد جديد ينوي نظام الأسد وحلفاؤه القيام به مجدداً ضد المنقطة، اتفق العديد من المحللين العسكريين والسياسيين على تحليل مفاده بأن روسيا لن تشارك في أي تصعيد جديد على إدلب في الوقت الراهن.

ويعود هذا الموقف الروسي الجديد لأسباب عدة، من بينها إعطاء الحليف التركي وقتاً كافياً لإغلاق ملف “هيئة تحرير الشام”، وذلك وفقاً لما قاله العميد “أحمد رحال”، متابعاً بأن روسيا في حال كانت تنوي معاودة الهجوم على إدلب، فإنها لا تريد أن تكون عملياتها الإجـ.رامية بحق الشعب السوري مادة دسمة للنقاش في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً.

كذلك تريد روسيا العودة إلى التأثير على المدنيين إعلامياً، من خلال دعايتها السوداء وقدرتها على الحسم، كفتح معابر لخروج المدنيين وتوصلها لاتفاقات للسيطرة على الطرق الدولية، وذلك لقتـ.ل رغبة القـ.تال في صدور الثوار والاستفادة من ذلك في معارك قادمة قريبة كانت أم بعيدة.

وفي هذا الصدد، قال النقيب “عبد السلام عبد الرزاق” بأن من بين الأسباب الأخرى التي تؤخر التدخل الروسي، الحاجة الملحة للميليشيات إلى إعادة التجميع، واختبار جاهزيتها، واستكمال القوات العاملة في الأنساق الأولى والثانية بالعتاد والسلاح والأفراد، وإعادة صيانة أسلحتها وعتادها وخاصة الطيران والأسلحة الثقيلة، وذلك بعد الخسائر التي منيت بها في المعارك الماضية.

إقرأ أيضاً: خمسة شباب سوريين خُدعوا بوعود نظام الأسد وعادوا إلى سوريا وكان مصيرهم

وقال عبد الرزاق في هذا الشأن: “لقد كانت فاتورة سيطرة قوات النظام على مناطق ريف حماة الشمالية كبيرة جداً، وأكثر مما توقع الروس، لذلك فإن روسيا تحاول تجنب خسائر جديدة، بمحاولتها سياسياً تحقيق أهدافها العسكرية، من خلال الاجتماعات والمفاوضات مع الدول المعنية بالملف السوري”.

وحول مصير “هيئة تحرير الشام” وارتباط ذلك بتأخير المعارك، قال عبد الرزاق بأن روسيا غير مهتمة بفصيل بعينه، معتبراً أن سياستها ونظرتها للثورة السورية مطابقة تماماً لرؤية النظام، حيث تنعت جميع الثوار والفصائل المسلحة بـ “الإرهابيين” دون تمييز.

وتابع بقوله: “روسيا معنية بالسيطرة على الأرض، وإعادة كامل سوريا لسيطرة النظام، لإعادة تعويمه وشرعنته وفرض الرؤيا والحل السياسي الذي تريد، وهي تملك بنك أهداف لتدمير البنية التحتية للمناطق المحررة، ولم تعتمد في حربها ضد السوريين على أهداف انتقائية، لان ذلك لا يوافق سياستها التي تنتهجها ضد الثورة”.

أسباب أخرى

أما “أحمد السعيد” الباحث في الشأن السوري، فيرى بأن روسيا بحاجة إلى التهدئة في الوقت الحالي، وذلك بعد الإعلان عن اللجنة الدستورية واقتراب بدء ممارساتها لمهامها.

وتابع السعيد قوله بأن روسيا تعوّل على مشروع اللجنة الدستورية لفرض رؤيتها للحل في سوريا، تلك الرؤية المتطابقة تماماً مع رؤية نظام الأسد، أي الاكتفاء ببعض التعديلات الدستورية التي تقلص من صلاحيات الأسد شكلياً.

وفي تفسيره للأسباب الأخرى التي تؤخر التصعيد في إدلب، أشار السعيد إلى الموقف الأمريكي الرافض بشدة إلى إعادة إدلب لسيطرة النظام السوري، وختم بقوله: “للآن، يبدو أن التصعيد مؤجل، لكن إلى متى؟”.

هذا وتشهد المناطق المحررة في الشمال الغربي السوري هدوءاً نسبياً في الأسبوع الأخير مع بعض القصف المحدود بالمدفعية من طرف ميليشيات الأسد، وسط ما يتوقعه بعض المحللين والنشطاء بأنه الهدوء الذي يسبق عاصفة قادمة يخطط لها نظام الأسد وحلفاؤه لقضم المزيد من المناطق المحررة في الأيام القادمة.

مدونة هادي العبد الله