تخطى إلى المحتوى

محلل عسكري يكشف عن أهداف النظام من الهدنة في إدلب

تسود محافظة إدلب السورية التي تعتبر آخر معقل للثورة وفصائلها في البلاد، فترة هدوء نسبي خلال الشهر الحالي، بعد أن كان شهر آب أغسطس الماضي شهراً عصيباً على كل من مدنييها وفصائلها إثر تقدم نظام الأسد وميليشياته وإفراطهم في القصـ.ف والتـ.دمير والتهجير.

ومع الغمـ.وض الذي يكتنف ملامح المرحلة القادمة بالنسبة لتلك المحافظة المنـ.كوبة، تتوالى التحليلات والتوقعات بناءً على معطيات الاتفاقيات والمحادثات الجارية بين كل الجوانب، وبالأخص بين كل من تركيا وروسيا.

وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “قاسيون” عن العقيد المنشق والمحلل العسكري “فايز الأسمر” قوله بأن روسيا تسعى منذ تدخلها في سوريا إلى إعادة التوازن لنظام الأسد من خلال استعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إليه، واعتبار كل من حمل السلاح ضد الأسد وقطعانه إرهابيا ويجب تصفيته، على حد قوله.

إقرأ أيضاً: الفصائل الثورية في إدلب تعلن موقفها من تشكيل اللجنة الدستورية (فيديو)

وتابع بأن الهدف الآخر لروسيا والنظام هو محاولة السيطرة على أجزاء جديدة أخرى من طريق M5 الدولي الواصل بين دمشق وحلب، والذي يسعيان منذ البداية للسيطرة عليه بشكل كامل بالرغم من كل الاتفاقيات مع تركيا بهذا الشأن.

أما الهدف الثالث لكل من روسيا ونظام الأسد، فهو – بحسب تحليل العقيد الأسمر – يتمثل بأن النظام يريد فتح عدة محاور للهجوم، وذلك لتشتيت الفصائل وتثبيتهم في مناطقهم ومنعهم من المناورة والإسناد من اتجاه لآخر، وبالتالي احداث خروقات في دفاعاتهم على اتجاهات الهجوم الرئيسي.

وفي هذا السياق أيضاً، قال النقيب “عبد السلام عبد الرزاق” بأن روسيا تريد حالياً عدم التدخل بأي هجوم على إدلب، او تأخير هذا الهجوم لأطول فترة ممكنة، وذلك بسبب الحاجة الملحة للميليشيات إلى إعادة التجميع، واختبار جاهزيتها، واستكمال القوات العاملة في الأنساق الأولى والثانية بالعتاد والسلاح والأفراد، وإعادة صيانة أسلحتها وعتادها وخاصة الطيران والأسلحة الثقيلة، وذلك بعد الخسائر التي منيت بها في المعارك الماضية.

وماذا بعد؟

وقال عبد الرزاق في هذا الشأن: “لقد كانت فاتورة سيطرة قوات النظام على مناطق ريف حماة الشمالية كبيرة جداً، وأكثر مما توقع الروس، لذلك فإن روسيا تحاول تجنب خسائر جديدة، بمحاولتها سياسياً تحقيق أهدافها العسكرية، من خلال الاجتماعات والمفاوضات مع الدول المعنية بالملف السوري”.

وتابع بقوله: “روسيا معنية بالسيطرة على الأرض، وإعادة كامل سوريا لسيطرة النظام، لإعادة تعويمه وشرعنته وفرض الرؤيا والحل السياسي الذي تريد، وهي تملك بنك أهداف لتدمير البنية التحتية للمناطق المحررة، ولم تعتمد في حربها ضد السوريين على أهداف انتقائية، لان ذلك لا يوافق سياستها التي تنتهجها ضد الثورة”.

ومع تعدد التكهنات والتحليلات بشأن محافظة إدلب ومحيطها في الأيام القادمة، يبقى مصير المحافظة وسكانها الملايين الأربعة مجهولاً ومحكوماً لما سيتم تبادله من مصالح بين أطراف الصراع وضامني المحادثات.

مدونة هادي العبد الله