بعد إصداره لكتاب “التفسير الجامع” ضمن عدة أجزاء في محاولة لتفسير القرآن الكريم على هوى نظام الأسد، ألقى “محمد عبد الستار السيد” وزير الأوقاف لدى نظام الأسد خطبة الجمعة الأخيرة في جامع “عبد الله بن عباس” في حلب، شارحاً فيها المرتكزات الفكرية لرأس النظام “بشار الأسد” والتي اعتمدها في تفسيره للقرآن الكريم.
كما ألقى السيد محاضرة عن كتابه المذكور خلال اجتماع موسع دعت إليه مديرية الأوقاف بحلب، وحضره كافة خطباء وأئمة المساجد والجوامع في المدينة وريفها، وحضر الاجتماع مجموعة كبيرة من الدعاة والداعيات والعاملين في الفريق الديني الشبابي، إضافة إلى مفتي حلب “محمود عكام” ومدير الأوقاف “رامي عبيد”.
وتفقد السيد خلال زيارته لحلب أعمال الترميم في الجامع الأموي الكبير والثانوية الشرعية بحلب القديمة، والتقى الداعيات والمساعدات في الشؤون الدينية النسائية، وتفقد امتحانات الدعاة والداعيات ومدرسي الثانويات الشرعية التي يجرونها في كتاب “التفسير الجامع” وهي امتحانات مفروضة على العاملين في القطاع الديني.
إقرأ أيضاً: مُعمَّم سوري يصف بشار الأسد بسيد البشر ويشبهه بالأنبياء (فيديو)
كما ألقى السيد محاضرة أخرى على مدرج فرع حزب البعث بحلب بعنوان “التفسير الجامع في مواجهة التطرف”، وقال في المحاضرة التي حضرها أمين الفرع والمحافظ وقائد الشرطة، بأن وزارة الأوقاف عملت على إعادة صياغة تفسير القرآن بما يتناسب مع الواقع والعصر، مكرراً تصريحاته القديمة بأن “التفسير الجامع” جرى تأليفه بما يتوافق مع المرتكزات الفكرية لبشار الأسد في الإصلاح الديني!
وقد صدر من “التفسير الجامع” منذ 2017 وحتى الآن 11 جزءاً، حيث يزعم السيد بأن إعادة تفسير القرآن تتم “بما ينسجم مع مضمون النص، ويهدف إلى إنزال النص على الواقع، كي لا تشيطنه فتاوى الوهابية والإخوان ولا تستغله تنظيمات التكفير” على حد زعمه.
من جهة أخرى قال علماء في الشريعة الإسلامية محسوبون على الثورة السورية بأن “التفسير الجامع” تبنى بشكل كامل الخطاب الذي اعتمده النظام منذ العام 2011، وفيه استخدم اسقاطات من وجهة نظر النظام في تفسير النصوص القرآنية، وأضيفت له الكثير من العبارات والمصطلحات التي لطالما يستخدمها النظام في حربه على الثورة.
مهزلة حقيقية، وتشويه للدين
كما بدا تفسير وزير أوقاف النظام للقرآن مستمداً بالفعل من المنطلقات والمرتكزات الفكرية لنظام الأسد وحزب البعث، وأظهر النظام كمدافع ومجاهد يذود عن حمى الإسلام، وكل من يقف في الضفة الأخرى كافر ومعتدي، وأضاف للنظام قدسية وقدرة على الاعجاز تضاف لكونه “ممانعاً ومقاوماً”.
ومن الجدير بالذكر أن الفريق الديني الشبابي – والذي يديره “عبد الله السيد” ابن وزير الأوقاف – يتولى الإشراف على توزيع “التفسير الجامع” وتلقينه للخطباء والأئمة والمدرسين والدعاة وإجبارهم على اعتماده.