قام عدد من الكتاب الروس التابعين لمعهد الاقتصاد الدولي والسياسة العالمية التابع للأكاديمية الروسية بنشر دراسة في صحيفة NG، وحملت تلك الدراسة عنوان “السلام على الأرض السورية يبدو مستحيلاً” مفسرين ذلك بوجود نظام الأسد على رأس السلطة وتبعيته للطائفة العلوية ولملالي إيـ.ران على حد وصفهم.
وقالت الدراسة بأن جميع المحاولات الروسية لتذليل الصـ.راع بين المعارضة السورية ونظام الأسد قد باءت بالفشل، وتشكيل اللجنة الدستورية التي تتلخص بحشر كل طرف لمؤيديه ليست حلاً، ولا يراعى فيها أحوال ملايين السوريين من نازحين ومهجرين.
وأشارت الدراسة إلى أن الأسد لم يصدر أية إشارة إيجابية بحق شعبه من المكونين “السنّي والكردي”، ولايزال النظام يصدر تهـ.ديداته باسترجاع كل من مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة الأكراد.
إقرأ أيضاً : عقوبات أمريكية جديدة على روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد
وقال الكُتاب الروس ضمن دراستهم بأنه من غير المستبعد أن يكون الأسد والجناح الأكثر براغماتية في محيطه مدركين تماماً بأن الحل العسكري للأزمة السورية الداخلية غير موجود، ولا يمكن أن يوجد! وذلك في ظل الخمول الفكري لدى الطائفة العلوية والنخبة البعثية التي تفردت بالسلطة في سوريا، على حد وصفهم.
وتحدثت الدراسة المذكورة عن التدخل الإيراني في سوريا، واصفة إياه بأنه أحد عوامل تدمير سوريا، إذ يرى الإيرانيون في الأسد مجرد “دمية” بين أيديهم، ويرون بأن لهم الحق في التدخل بالشؤون الداخلية لنظامه، كونهم قد صرفوا عليه قرابة عشرة مليارات دولار في سبيل إبقائه على كرسي الحكم.
وذكرت الدراسة بأنه من المستبعد أن نتوقع توقف المواجهة الشـ.رسة في سوريا بين جميع القوى الداخلية واللاعبين الخارجيين الأساسيين، واعتبرت بأن الجميع يسعى لمصالحه الخاصة التي لا تلتقي مع مصالح الآخرين، بل وتتناقض معهم أشد التناقض في بعض الأحيان، لذلك فانتهاء الحرب في سوريا أمر مؤجل إلى أمد بعيد جداً.
لا بد من انسحاب إيران
وأنهى الكتب الروس دراستهم بالقول: “إن الخروج من المأزق السياسي السوري يكمن في انسحاب الجميع من سوريا، وعلى رأسهم المرتزقة والقوات الإيرانية وتوابعها، ونقترح نشر قوات تابعة لمجلس الأمن الدولي على الحدود الدولية لسوريا وبين الجيوب، التي تتبلور عملياً في البلاد”.
هذا وتحاول الإدارة الروسية الحالية إيهام العالم بلجوئها للحل السياسي في سوريا مؤخراً بإعلان تشكيل اللجنة الدستورية ومباشرتها لعملها قريباً، وذلك في محاولة لكسب الوقت قدر الإمكان وتهيئة الوضع ميدانياً في كافة أنحاء الأرض السورية بحيث يستعيد نظام الأسد سيطرته المطلقة، تمهيداً لشرعنته وإعادته لأحضان الأسرة الدولية.