لليوم الثاني على التوالي، تشهد المدن العراقية الكبرى وعلى رأسها العاصمة بغداد مظاهرات شعبية حاشدة قامت مؤخراً ضد فساد الحكومة العراقية ومسؤوليها وتغول أذرع إيران في البلاد بشكل لم يعد يمكن احتماله أو السكوت عنه.
وبينما أفادت تقارير إعلامية عراقية عن سقوط أربعة قتل ى جراء استخدام قوات الأمن الرص اص الحي تفريق المظاهرات بالعاصمة بغداد، تحدثت مصادر أخرى عن سقوط مئات الجرحى وحالات الاختناق جراء استخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
وقد حاول المئات من المتظاهرين عبور الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء في قلب العاصمة العراقية .
الأمر الذي جعل قوات الأمن تتدخل وتستخدم جميع أدوات القمع من مضخات المياه والهراوات والقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع لمنع المتظاهرين من عبور الجسور باتجاه المنطقة الخضراء.
إقرأ أيضاً: أردوغان يبرم اتفاقاً مع الرئيس العراقي حول سوريا
وفي محافظة الديوانية جنوبي البلاد، أصيب 10 متظاهرين بجروح بعد تعرضهم للضرب من قبل قوات الأمن خلال تفريقها للتظاهرة التي انطلقت أمام مبنى مجلس المحافظة، كما خرجت مظاهرات في محافظات ميسان وواسط والبصرة جنوباً.
وتحدثت بعض المصار عن وجود ميليشيات إيرانية تقف وراء قمع الاحتجاجات المتواصلة في جنوب ووسط العراق، وأكد أكثر من متظاهر بأن قوات إيرانية تسمى “سرايا الخراساني” هي من تقوم بالاعتداء على المتظاهرين، وأنهم يحملون أسلحة إيرانية.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق قد أعلنت اليوم بأن حصيلة ضحايا تظاهرات أمس قد بلغت 265 بينهم قتيلان، بينما زاد العدد اليوم ليصبح المجموع 700 مصاب وأربعة قتلى.
وضع متأزم
ويشهد العراق منذ سقوط النظام السابق ودخول الاحتلال الأمريكي حالة من الفوضى الأمنية والفساد السياسي والاقتصادي اللامحدود، إضافة لتغلغل إيران بشكل واضح في جميع مرافق الحياة والحكم في البلاد، وسيطرة عملاءها على الحياة السياسية والحكم.
كما عملت إيران على تغذية النعرة الطائفية في البلاد بشكل غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث، بحيث استفادت من هذا الأمر أيضاً في تصدير الميليشيات الطائفية إلى سوريا لمساندة نظام الأسد في قمعه لثورة الشعب السوري.