تقوم بين كل فترة وأخرى عاصفة من المواجهات الساخنة بين كل من الميليشيات المدعومة إيرانياً، والميليشيات المدعومة روسياً، وذلك في مدينة حلب المحتلة عاصمة الشمال السوري.
وقد تتطور تلك المواجهات لتتحول إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في بعض الأحيان وبعض المناطق من أحياء المدينة، وخاصة المناطق الشرقية التي احتلتها تلك الميليشيات بعد انسحاب فصائل الثورة من المدينة أواخر عام 2016.
ومؤخراً عادت الاشتباكات المسلحة إلى المدينة بقوة، بعد شهرين من الهدوء النسبي بين الميليشيات المحتلة للمدينة وبشكل خاص في القسم الشرقي منها.
حيث ازداد التوتر بين الميليشيات بعد مقـ.تل القياديين “رائد الديري” و”عمار جاموس” التابعين لميليشيات “آل بري” الموالية لروسيا، والعثور علىيهما في حي “العرقوب” شرقي المدينة منذ أيام.
إقرأ أيضاً: الشرطة العسكرية الروسية تقيم احتفالا في حلب بحضور فنانين روس (صور)
وسرعان ما اتهمت روسيا ميليشيات “حركة النجباء” و”لواء القدس” وميليشيات “نبل” و”الزهراء” التابعة لإيران بقتل القياديين، في ظل استنفار كبير من قِبَل الطرفين، كما شوهدت ميليشيات “آل بري” مجهزة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وحدث اشتباك عنيف بين الطرفين بالقرب من مطار حلب الدولي لمدة ساعة تقريباً.
وتشهد أحياء حلب الشرقية حالة مطلقة من الفوضى وانعدام الأمن والخدمات العامة منذ أن أعاد نظام الأسد احتلالها أواخر عام 2016 إلى اليوم، ويركز النظام وقواته وأجهزته الأمنية على مركز المدينة وأحيائها الغربية، بينما يهمل الأحياء الشرقية ويترك إدارتها والسيطرة عليها للميليشيات.
حكم الميليشيات
ومع صراع كل من الجانبين الروسي والإيراني على النفوذ في سوريا، تمكن كل من الجانبين من شراء ولاءات ميليشيات وعصابات مختلفة، الأمر الذي جعل الجاني الشرقي من حلب ينقسم إلى مناطق نفوذ بين مختلف الميليشيات كلٌ بحسب ولاءها وانتماءها.
كما توسعت الخلافات بين روسيا وإيران في عدة مناطق من سوريا بسبب محاولة كل جانب بسط سيطرته على حساب الآخر، كما وقع عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين الطرفين بمحافظة دير الزور خلال الشهرين الماضيين، والتي تشهد أيضاً سيطرة مطلقة للميليشيات وانعداماً لأجهزة الدولة وسيطرتها.