في ظل التخبط الذي يعاني منه مشروع المنطقة الآمنة في سوريا بين الأطراف المعنية كافة، لا يزال مصير المنطقة مجـ.هولاً رغم استمرار التنسيق العسكري المشترك بين كل من الجانبين التركي والأمريكي بهذا الخصوص، في ظل تصريحات تركية مستمرة بنية التدخل العسكري الأحادي الجانب في حال لم يتم التواصل لاتفاق فعلي مع الجانب الأمريكي.
ولا تزال روسيا مصرة على نيل موقف – ولو سياسي – من مسألة المنطقة الآمنة، إذ قال الكرملين يوم أمس الأربعاء بأن موسكو “تراقب الوضع عن كثب بعدما قالت تركيا إنها ستتحرك بمفردها في خطط لإقامة منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا.
جاء ذلك بعد تصريحات للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يوم الثلاثاء الماضي قال فيها بأنه “لا يملك خياراً سوى التحرك على نحو منفرد” نظراً لعدم إحراز تقدم يذكر مع الولايات المتحدة فيما يتصل بإقامة المنطقة الآمنة المزمعة.
إقرأ أيضاً: تركيا تعتزم بناء وحدات سكنية في محافظة إدلب لثلاثة فئات
وقال المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” خلال مؤتمر صحفي في موسكو بأنه “من حق تركيا الدفاع عن نفسها لكن يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا”، وطبعاً وحدتها تحت سلطة “نظام الأسد” فقط لا غير كما تهدف سياسة روسيا إزاء القضية السورية.
من جهته أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا “غير بيدرسون” في تصريح صحافي يوم أمس على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا المشروعة في احتمالية قيامها بعملية عسكرية شرقي الفرات.
وكرد على سؤال حول عدم إشراك “قسد” في اللجنة الدستورية، قال بيدرسون: “الأكراد السوريون هم ضمن اللجنة، كما أن جميع الأعراق الأخرى والمكونات الدينية والفكرية تدخل ضمن اللجنة”، مؤكداً على ضرورة حل مشكلات المنطقة مع مراعاة وحدة التراب السوري واحترام كافة المجموعات العرقية فيها.
تنسيق مشترك، واختلاف في الرؤية
وفي سياق المنطقة الآمنة، قال وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” بأن جهود تأسيس المنطقة الأمنة في سوريا والمتواصلة مع الولايات المتحدة “ستنتهي في حال حصول مماطلة”، وأكد أن تركيا ترى “أن انشاء ممر سلام، ومنطقة آمنة خالية من الأسلحة الثقيلة والإرهابيين على طول الحدود بعمق ما بين 30 و40 كيلومتر شرقي الفرات بسوريا، يعتبر ضرورة”.
وقال بأن بلاده قد بدأت مع الولايات المتحدة بتسيير دوريات برية وطلعات جوية في المنطقة، وأن الجانبين يعملون من أجل تأسيس قواعد عسكرية ثابتة، ولفت إلى أن بلاده ستواصل المفاوضات والجهود المشتركة طالما أنها متناسبة مع أهدافها وغاياتها.