قام موقع “بيلينغ كات” البريطاني المتخصص في لصحافة الاستقصائية بنشر التقرير المفصل بالأدلة والصور وذلك تحت عنوانين: “أدلة قدمها الروس تثبت تنفيذ نظام الأسد لهجمات بأسلحة كيميائية” و”الصور الأولى للقنبلة المستخدمة في هجمات غاز السارين التي شنها النظام السوري”.
وتحدث الموقع عن الهـ.جوم الكيماوي الذي تعرضت له مدينة خان شيخون في نيسان إبريل عام 2017، حيث حققت بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في الواقعة، وأكَّدت الاستخدام المشتبه به للسارين، وأعلنت فتح تحقيقٍ بموجب آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتأكيد أحداث ذلك اليوم.
ولم يتوافر الكثير من حطام القنبلة في موقع خان شيخون، باستثناء القليل من الشظايا المعدنية، لكن آلية التحقيق المشتركة تعرَّفت إلى إحدى تلك الشظايا بوصفها فتحة حشوٍ من قنبلةٍ كيميائية تابعة لنظام الأسد، كما جرت مطابقة تلك الشظايا بأدلة تم أخذها من وقائع سابقة جرى فيها استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد.
إقرأ أيضاً: فرنسا تؤكد استخدام النظام للكيماوي من جديد وتتوعد الأسد
وأكد الموقع بحسب المعلومات التي حصل عليها بأن الشظايا المأخوذة من مناطق القصـ.ف الكيماوي تتطابق مع القنابل والأسلحة الموجودة لدى نظام الأسد، وذلك وفق سرد مفصل مذكور بالكامل في تلك التقارير.
وقال الموقع في هذا الصدد: “طلبنا من مجموعة Forensic Architecture البحثية إعداد نماذجٍ دقيقة للحطام، ونموذجاً مبنياً على الرسم التخطيطي للقنبلة، وصار من الممكن تصميم النماذج باستخدام الأبعاد الصحيحة عن طريق استخدام القياسات التي أخذتها بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قبل أن تنشرها لاحقاً، ثم وُضعت قطع الحطام لمطابقتها بالنموذج الثلاثي الأبعاد للقنبلة، مما أظهر أنَّ القطع متطابقةٌ بشدة مع الرسم التخطيطي لقنبلة النظام السوري M4000”.
وبينما قام الروس بتقديم الرسم التخطيطي لقنبلة النظام السوري M4000 بهدف نفي التهم عنه، إلا أن هذا التخطيط الذي قدموه قد ساعد – من حيث لا يدرون – بإدانة النظام، لا بنفي التهم عنه.
عينات متطابقة
وبمقارنة الحطام مع الرسم التخطيطي الذي نشرته روسيا للقنبلة M4000، صار من الممكن إظهار أوجه التطابق بين نوعية الحطام المُنتشل وخصائص القنبلة M4000 الواردة في الرسم التخطيطي.
وأكد الموقع بعد دراسة معمقة ومفصلة توافق فتحة التعبئة المُوثقة بحفرة القنبلة الكيماوية في خان شيخون مع القنبلة الكيميائية M4000، ويتوافق الضرر الذي حلّ بالقطعة المعدنية الكبيرة مع الأمثلة الأخرى غير المُنفجرة للقنبلة الكيميائية M4000، لذا فمن الممكن القول إنه من المحتمل أن تكون القنبلة المُستخدمة في خان شيخون هي القنبلة الكيميائية M4000 المملوكة من قبل نظام الأسد.