تخطى إلى المحتوى

كاتب تركي يوضح أسباب عدم تعاون تركيا بشكل مباشر مع نظام الأسد

في مقالة له بجريدة “ديلي صباح” التركية، قام الكاتب والصحفي التركي “برهان الدين دوران” بسرد أسباب عدم تعاون تركيا بشكل مباشر مع نظام الأسد الذي لازالت الحكومة التركية ترفض تطبيع العلاقات معه بعد قرابة تسع سنوات من القطيعة.

وبدأ الكاتب مقاله بانتقاد المؤتمر الأخير الذي نظمته المعارضة التركية حول القضية السورية، مؤكداً بأن هذا المؤتمر لم يخرج بأية نتيجة ملموسة لصالح القضية السورية وأطرافها المحقة، كما انتقد دعوة المعارضة التركية المتكررة لاستعادة العلاقات مع نظام الأسد.

وتابع بقوله: “لعل من صالح الديمقراطية في تركيا أن تسعى أحزاب المعارضة إلى تطوير أساليب بديلة للسياسة تجاه سوريا، لكن نتائج مؤتمر حزب الشعب الجمهوري، أظهرت بأن حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، بعيد عن الواقع، ناهيك عن عجزه على إجبار الحكومة على مراجعة سياستها”.

وقال أيضاً: “إن الادعاء بأن الحوار مع بشار الأسد سيحقق السلام بطريقة أو بأخرى في سوريا، لا يراعي حساب توازن القوى بين تركيا والولايات المتحدة وروسيا وإيران في الشمال السوري، كذلك فإن التعامل مع شخص مسؤول عن مئات الآلاف من القتلى يعد مشكلة أخلاقية، وحتى لو تجاهلت تركيا فظائع نظام الأسد بدافع البراغماتية السياسية، فإن إعادة التعامل مع دمشق اليوم من شأنه أن يحدث أضراراً أكثر من أن يجلب منافع”.

إقرأ أيضاً: تصريحات جديدة للرئيس التركي حول موقف بلاده من السوريين وأرضهم وقضاياهم

وطرح الكاتب تساؤلاً منطقياً يوضح فيه الطريقة السياسية لتركيا في الالتفاف على علاقتها بنظام الأسد، فقال: “السؤال هنا بسيط للغاية: لماذا تتعامل تركيا مع الأسد مباشرةً في الوقت الذي يمكنها أن تتفاوض معه بطريقة غير مباشرة عبر موسكو؟”.

وتابع قائلاً: “لكي نكون واضحين تماماً، فإن بشار الأسد قد وصل إلى ما هو عليه اليوم بدعم القوات الجوية الروسية والميليشيات التي تدعمها إيران، لذلك فهو مجرد لاعب ثانوي على المسرح السوري، ولا تستطيع دمشق التوقيع على أي أمر دون إذن من فلاديمير بوتين أو من علي خامنئي، ودمشق عاجزة حتى عن السيطرة على المناطق التي تمكنت من استعادتها من خلال القصف العنيف”.

وقال: “لذلك فإن تركيا تلعب اللعبة مع روسيا وإيران والولايات المتحدة، في كل من الشمال الشرقي والشمال الغربي من سوريا، وهذه اللعبة لا تتطلب الاتصال المباشر مع الأسد في أي جزء منها، كما أن عملية أستانا مستمرة في تحقيق نتائج منذ تم إنشاء لجنة دستورية لها”.

وأكد الكاتب بأنه – وفي ظل هذه الظروف – فإن التعامل المباشر مع الأسد سيكلف تركيا أن تتخلى عن الجيش السوري الحر في المناطق التي حررتها عمليتا “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، إضافة لاضطرارها للاحتفاظ بـ 3.6 مليون لاجئ سوري الذين لا ينوي الأسد إعادتهم إلى أرضهم، وسينتهي المطاف بتركيا إلى اضطرارها استقبال ما يصل إلى مليوني لاجئ إضافي من إدلب.

حلول عملية

وقال الكاتب التركي أيضاً: “كيف يأمل حزب الشعب الجمهوري الذي يقول إن تركيا لا يمكنها إعادة توطين اللاجئين السوريين قسراً في المنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرق سوريا، أن يطمئن اللاجئين من خلال التعامل المباشر وإعادة الحوار مع بشار الأسد؟ من الذي يمكن أن يعيد هؤلاء اللاجئين إلى سوريا الأسد، في الوقت الذي تستولي فيه السلطات على ممتلكاتهم وتودع العائدين منهم السجون وترتكب جرائم قتل خارج نطاق القضاء؟”.

وتابع قائلاً: “حتى لو اضطرت تركيا أن تتعامل أو تحاور بشار الأسد في المستقبل، فإن هذا لا يمكن أن يحدث قبل أن يتضح مصير إدلب وشرق الفرات، ولكي تتمكن تركيا من الدخول في حوار مع الأسد، يجب أن تهيئ أنقرة لنفسها موقفاً قوياً للتفاوض، وذلك من خلال إقامة مناطق آمنة، وكي يتحقق ذلك، يجب على الأتراك ضمان إدراج الجيش السوري الحر في عملية الانتقال السياسي وإيجاد طرق لتسهيل عودة اللاجئين”.

وختم بقوله: “يجب على قيادة حزب الشعب الجمهوري أن تتنبه لحقيقة أن الدبلوماسية المبنية على القوة الحقيقية على الأرض، ضرورية لحل الأزمة السورية وليس المفاهيم الرومانسية عن الدبلوماسية”.

مدونة هادي العبد الله