تخطى إلى المحتوى

مستشار الرئيس التركي ينـسف مؤتمر المعارضة التركية حول سوريا

انتقد مستشار الرئيس التركي وعضو مجلس النواب التركي الدكتور “ياسين أقطاي” المؤتمر الذي نظمته المعارضة التركية حول سوريا مؤخراً في إسطنبول، وشجب مقدماته ونتائجه مؤكداً بأنه لم يأت بجديد ولم يؤدِ لأي حل.

وقال أقطاي من خلال مقال كتبه في جريدة “يني شفق” التركية حول هذا الموضوع بأن المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عقده حزب “الشعب الجمهوري” في إسطنبول لم يدهش أحداً ولم يحرز أي نتائج ملموسة لصالح القضية السورية.

وقال أقطاي في مقاله: “لو كان بشار الأسد الذي قـ.تل بوحـ.شية مليون إنسان ودمر حياة شعبه ومدنه ولم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية ضده وأجبر أكثر من نصفه على الهرب لينجوا بحياتهم ليتمكن هو من البقاء في السلطة، لو كان قد عقد مؤتمراً في دمشق، ما كان ليعقد مؤتمرا أفضل من هذا الذي عقده حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول”.

وتابع بقوله: “هل كنا نأمل في أن ندهَش بسبب مؤتمر كهذا؟ لا أخفيكم سراً، فالمرء يأمل بل ويرغب، في أن يدهش عندما يسمع أن حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كمال كيليتشدار أوغلو قد أعلن أنه سيعقد مؤتمراً يدعو إليه كل الأطراف، وهي المرة الأولى التي يتناول فيها الحزب القضية السورية كموضوع لمؤتمر بعدما لم تفضِ سياسته تجاه سوريا والسوريين منذ البداية إلى أي نتيجة”.

وقال: “لم يدعَ لحضور الاجتماع سوى أنصار نظام الأسد من الذين يحمّلون تركيا المسؤولية الكاملة عن كل المشاكل التي تعاني منها سوريا ويقترحون مواصلة كل شيء عن طريق الحل بالتعاون مع الأسد وكأن شيئا لم يحدث”.

إقرأ أيضاً: رئيس بلدية إسطنبول يدافع عن السوريين خلال مؤتمر نظمته المعارضة التركية

واستطرد بقوله: “كما لم يوجه المشاركون في المؤتمر أي نقد لإيران أو الأسد أو الولايات المتحدة أو بي كا كا أو ب ي د الذي كانوا سبباً في مجازر وحملات تهجير ممنهجة بوصفهم أدوات لعملية التطهير العرقي في سوريا. فهم لا ينتقدون أحدا سوى دعم تركيا للثوار، كما أنهم يصفون الممر الإنساني الآمن الذي ستقيمه تركيا في المنطقة بأنه بناء في أراضي دولة أخرى، أي شكل من أشكال الاحتلال”.

وقال أقطاي: “بطبيعة الحال فإنهم بينما يتحدثون عن الثوار، يستخدمون العبارات التي يستخدمها النظام السوري (والتي يستخدمها كذلك بي كا كا) والتي تكون نتيجتها افتراءً واضحاً ضد تركيا، وكما يعلم الجميع فإنه ليس هناك أي معارضة في دولة يحكمها طواغيت مثل الأسد، فليس هناك أحد سوى النظام، ومن يعارضه هم الإرهابيون”.

وتساءل بقوله: “إذا كان الأمر كذلك، لماذا هرب 10 ملايين شخص من الشعب السوري؟ هل كل الشعب السوري إرهابي؟ هناك معلومات أساسية غير قابلة للنقاش في مثل هذه الخلافات، ألا وهي أن اللاجئين يأتون ومعهم شرعية بلدهم، وينبغي لحزب الشعب الجمهوري أن يفكر بذلك أولا بعض الشيء إذا ما أراد أن يتذكر قليلاً الديمقراطية الاجتماعية وحقوق الإنسان وشرف الإنسانية، إن كل شخص لجأ إلى تركيا كان قد فقد فردا أو أكثر من أقاربه الذين قتلوا بسبب نظام الأسد”.

التطبيع ليس حلاً

وقال: “لقد جاءت نتيجة ذلك المؤتمر في صورة توصية بتطبيع تركيا العلاقات مع نظام الأسد لتحقيق الاستقرار في سوريا، فما الذي سيفيد به هذا التطبيع؟ وإلى أي مدى سينقذ نظام الأسد؟ إلى أي مدى سينقذ الشعب السوري الذي اضطر أفراده للهروب من ظلم الأسد واللجوء إلى دول الجواء أو السفر بعيدا إلى الجانب الآخر من العالم؟ وما هو الضمان الذي سيوفره هذا التطبيع ليعود السوريون إلى بلدهم؟”.

وتابع بقوله: “كيف للسوريين أن يستطيعوا العودة إلى وطن لا يكون فيه أي ضمان ليأمنوا به غدر الأسد مجددا بعدما فعل ما فعل حتى ولو قدم كل الضمانات التي في هذا العالم؟ ولو كانت المسألة ستحل بتطبيع تركيا علاقتها بنظام الأسد، فلنقترح نحن كذلك هذا الأمر، لكن تعالوا اعرضوا هذا العرض على أولئك الذين تعرضوا لتعذيب شبيحة والذين هدمت منازلهم وقتل أقاربهم وتعرضوا للاغتصـ.اب واضطروا في النهاية للنزوح من وطنهم، فهل يمكن لهؤلاء اللاجئين أن يثقوا بوعد الأسد أو وساطتكم ليعودوا إلى بيوتهم؟”.

وختم كلامه موجهاً الحديث إلى المعارضة التركية: “إلى أي مدى يمكنكم إقناع اللاجئين السوريين من خلال (كراهية الأجانب) التي رسّختموها في عقول الناس في تركيا بصفتكم حزباً ديمقراطياً اجتماعياً، إضافة للكراهية التي نشرتموها ضدهم في كل انتخابات شاركتم بها؟”.

مدونة هادي العبد الله