في ظل حالة الارتباك والتخبط التي سادت ميليشيات “قسد” بشقيها العسكري والمدني إثر القرار بانسحاب القوات الأمريكية من مناطق شمال شرق سوريا المحاذية للحدود التركية، توالت أنباء عن بعض حالات الانشقاق الجماعي في صفوف تلك الميليشيات.
فقد نقل موقع “الخابور” الإخباري أن 45 عنصراً من ميليشيات “قسد” قد انشقوا عن صفوفها اليوم الإثنين، وذلك في مدينة “تل أبيض” شمالي محافظة الرقة، والملاصقة للحدود السورية التركية.
ووفقاً للمصادر فإن أغلب العناصر المنشقين هم من العرب المجندين قسرياً في صفوف ميليشيات “قسد” التي تسيطر عليها الوحدات الكردية الانفصالية بشكل رئيسي، وتتحكم في جميع مفاصل القرار بداخلها.
في الوقت ذاته تناقلت عدة مصادر خبر انسحاب رتل عسكري كبير مكون من عشرات الآليات العسكرية وسيارات تحمل رشاشات “دوشكا” من مدينة “تل أبيض”، متوجهة نحو مدينة “رأس العين” بريف الحسكة الشمالي.
إقرأ أيضاً: وزارة الدفاع الأمريكية تعلق على التصعيد التركي بشأن عملية شرق الفرات
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت فجر اليوم من كامل مدينة تل أبيض نحو قرية “عين عيسى” بريف الرقة الشمالي، كما أخلت قاعدتها العسكرية في قرية “تل أرقم” جنوبي رأس العين في شمال الحسكة.
وعلى إثر ذلك، قامت ميليشيات “قسد” المعروفة باسم “قوات سورية الديمقراطية” بتحميل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الأحداث القادمة في مناطق شرقي الفرات بسوريا، وذلك بتأكيدهم على أن الولايات المتحدة لم تفِ بالتزاماتها حيال إنشاء “آلية لضمان أمن الحدود مع تركيا” على حد قولهم.
وقالت الميليشيات في بيان لها اليوم بأن “قسد” قد أبدت مرونة من أجل إنشاء آلية أمن الحدود، وقامت بكل ما يقع على عاتقها، إلا أن القوات الأمريكية لم تفِ بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا.
طعنة في الظهر
كما ربطت ميليشيات “قسد” بين العملية العسكرية التي تسعى تركيا إلى شنها في المنطقة، وبين تأثير ذلك على حربها ضد تنظيم “داعش” وتدمير استقرار المنطقة، وهي الشماعة التي تعلق عليها الميليشيات كل ممارساتها في المنطقة.
وأكدت الميليشيات في بيانها بأنها ستدافع عن نفسها، ودعت جميع سكان المنطقة من “عرب وكرد وسريان لرص الصفوف، والوقوف مع القوات، للدفاع المشروع عن وطننا تجاه هذا العدوان التركي” بحسب ما ذكر البيان.