بعد الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى بين كل من الرئيسين الأمريكي “دونالد ترامب” والتركي “رجب طيب أردوغان” يوم الأحد الماضي، والذي تم بموجبه بدء الانسحاب الأمريكي من بعض مناطق شمال شرق سوريا، توالت التساؤلات حول تفاصيل هذا الاتصال المفصلي الهام.
وقد انفردت مجلة “نيوزويك” الأمريكية بنشر تسريب لهذا الاتصال في عددها الصادر اليوم، وذلك نقلاً عن مصدر في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ونقلت المجلة عن المصدر المطّلع على المحادثة قوله: “إن موقف ترامب خلال الاتصال مع أردوغان كان ضعيفاً، وأن ترامب لم ينل خلال الاتصال مع نظيره التركي شيئاً مقابل موافقته على العملية العسكرية التركية في سوريا”.
وبحسب المصدر – الذي لم تكشف المجلة عن اسمه – فإن إعلان ترامب عن الانسحاب من سوريا ترك وزارة الدفاع الأمريكية في حالة ذهول تامة، إذ قال المصدر بأن ترامب قد وافق على سحب القوات لجعلها فقط تبدو “وكأننا نحصل على شيء” مرجحاً دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية شرق الفرات في غضون 24 إلى 96 ساعة.
إقرأ أيضاً: الجيش الوطني السوري يوجه تطمينات للأكراد في مناطق شرقي الفرات
وأكد المصدر بأن عدد القوات الأمريكية التي ستنسحب من شمال سوريا يقارب 230 عنصراً بينهم عدد من عناصر القوات الخاصة الأمريكية ووحدات الاستطلاع، وقال بأن تصرف ترامب تجاه ميليشيات “قسد” أتى وكأنه يقول: “سنستخدمك ثم سنرميك” في إشارة لتخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد.
وكانت ميليشيات “قسد” قد قامت بتحميل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية الأحداث القادمة في مناطق شرقي الفرات بسوريا، وذلك بتأكيدهم على أن الولايات المتحدة لم تفِ بالتزاماتها حيال إنشاء “آلية لضمان أمن الحدود مع تركيا” على حد قولهم.
حيث أصدر البيت الأبيض يوم أمس بياناً بخصوص الاستعدادات التركية لدخول منطقة شرق الفرات عسكرياً بعد فشل الجهود الدبلوماسية بين كل من الجانبين التركي والأمريكي بشأن التفاهمات حول إقامة المنطقة الآمنة.
حالة تخبط
وأوضح البيان بأن تركيا ستبدأ قريباً بالعملية العسكرية التي تخطط لها منذ فترة في شمال شرقي سوريا، مضيفاً بأن القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة لن تدعمها أو تشارك فيها، أما ميدانياً، فقد بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من عدة مدن وبلدات حدودية هامة على الحدود السورية التركية.
وبينما تسود حالة من الارتباك في صفوف ميليشيات “قسد”، توالت بعض الانشقاقات في صفوف الميليشيات كنتيجة لحالة التخبط والتشتت التي سرت فيها منذ يوم أمس حتى هذه اللحظة بشكل متصاعد.