صدر تقرير عن وكالة أنباء “الأناضول” التركية، تم فيه تحديد ثلاثة أهداف رئيسية للعملية العسكرية التركية المنتظرة في شرقي الفرات بسوريا، وتتلخص هذه الأهداف في القضاء على التهديدات المباشرة وغير المباشرة التي تطال المدن التركية القريبة من الحدود، وتوفير البيئة الملائمة لعودة السوريين إلى ديارهم، وتشكيل فرصة جديدة لإحلال وحدة الأراضي السورية.
وبالعودة إلى أصل المشكلة الأمنية بالنسبة إلى تركيا، فقد انتشرت الميليشيات الكردية الانفصالية المرتبطة بتنظيم “حزب العمال الكردستاني” الإرهابي ضمن مناطق شمال شرق سوريا وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك منذ مطلع عام 2015.
وكانت الحجة في دعم الولايات المتحدة لتلك الميليشيات وتوسعة نطاق سيطرتها هي القضاء على تنظيم “داعش”، فكانت الميليشيات تتمكن من طرد التنظيم من مناطق سيطرته تباعاً بدعم مطلق من القوات الأمريكية وحلفاءها، وبالتالي تقوم الميليشيات باحتلال المناطق التي طردت تنظيم داعش منها.
إقرأ أيضاً: الجيش الوطني السوري يوجه تطمينات للأكراد في مناطق شرقي الفرات
ووسعت الميليشيات نطاق المساحات التي احتلتها فيما بعد، ليشمل مناطق سكنية مهمة مثل رأس العين وسلوك والدرباسية وعامودا والقامشلي والمالكية بريف محافظة الحسكة، عدا عن سيطرتها على أجزاء واسعة من ريف دير الزور وريف حلب، وسيطرتها على محافظة الرقة بالكامل.
وتقوم تلك الميليشيات بين الحين والآخر باستهداف المناطق السكنية التركية المجاورة للحدود السورية، وتشكل خطراً على الحدود التركية من خلال الأسلحة الموجودة بحوزتها، ويوجد في مناطق سيطرة الميليشيات 13 مستودعا يتم فيها الاحتفاظ بالأسلحة المرسلة إليها من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية منذ نيسان أبريل عام 2016.
ويوجد في هذه المستودعات أسلحة متنوعة بإمكانها استهداف الأراضي التركية، ولهذا السبب فإن العملية التركية تستحوذ على أهمية بالغة للحفاظ على أمن الحدود التركية مع سوريا، كما تسعى تركيا من خلال العملية المرتقبة إلى منع عناصر التنظيم الإرهابي من الوصول إلى الأراضي التركية وعرقلة فعالياته المسلحة قرب حدود البلاد.
الوحدة وعودة اللاجئين
ومن بين أهداف العملية التركية، إنشاء منطقة آمنة لملايين السوريين الذين اضطروا لترك ديارهم بسبب الحرب المستمرة في بلادهم منذ نحو 9 أعوام، ويعتبر الرئيس التركي أول من طرح فكرة إقامة منطقة آمنة، وذلك خلال زيارته إلى واشنطن في أيار مايو عام 2013، حيث طرح حينها للرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما” فكرة تأسيس منطقة حظر للطيران وإنشاء منطقة آمنة للمدنيين.
كما تولي تركيا أهمية خاصة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وذلك من خلال القمم الثلاثية التي تجري بين تركيا وروسيا وإيران في هذا الشأن.