بعد انسحاب القوات الأمريكية يوم أمس من عدة مدن وبلدات هامة بمحاذاة الحدود السورية التركية، ومع بدء العد التنازلي للعملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال شرق سوريا، بدأت ملامح التحالف بين كل من ميليشيات “قسد” ونظام الأسد تتضح وتظهر إلى العلن بعد سنوات من التنسيق الخفي أو غير المباشر.
إذ أعلن “مظلوم كوباني” وهو أحد قياديي ميليشيات “قسد”، بأنهم يدرسون خيار التحالف مع نظام الأسد لمواجهة تركيا في حال شنت معركة عسكرية في مناطق شرق الفرات، وقال كوباني في لقاء متلفز معه يوم أمس بأن أحد خيارات “قسد” على الطاولة هو عقد شراكة مع نظام الأسد.
وأضاف كوباني بأنه لم يكن يفكر بالشراكة مع الأسد قبل سنوات، داعياً الشعب الأمريكي للضغط على رئيسه “دونالد ترامب” لمساعدتهم كحلفاء، ويأتي ذلك في ظل عزم تركيا على شن عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شرق الفرات.
إقرأ أيضاً: تركيا تحدد ثلاثة أهداف للعملية العسكرية نبع السلام شرقي الفرات
وقد أعطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لتركيا لبدء العملية عبر بيان للبيت الأبيض يوم أمس، أكد فيه على أن تركيا ستمضي قدمًا في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية.
وكانت المفاوضات بدأت بين ميليشيات “قسد” ونظام الأسد عقب إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من شرقي سوريا أواخر العام الماضي، لكن ما يسمى بـ “مجلس سوريا الديمقراطية” أكد مطلع العام الحالي بأن المحادثات مع نظام الأسد لم تأت بنتيجة، وكانت ميليشيات “قسد” قد وضعت شرطين من أجل التفاوض مع النظام، الأول هو الحوار مع الحكومة المركزية على وحدة أراضي سوريا، والثاني قبول قيام حكومة ذاتية.
من جهته – وفي أول تعليق من نظام الأسد على تلك الأحداث الهامة – قال “فيصل المقداد” نائب وزير خارجية نظام الأسد بأن “كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ومن يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيدًا عنه، وهذا ما حصل” على حد تعبيره.
إهانة من كل الجوانب!
ووجه المقداد رسالة إلى “قسد” قائلاً: “خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه، ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا”.
وأضاف المقداد بقوله: “في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا”.