تخطى إلى المحتوى

المواقف الدولية من عملية نبع السلام التركية شرق الفرات والمنطقة الآمنة

بعد بدء انسحاب القوات الأمريكية من بعض المناطق الاستراتيجية في شمال شرق سوريا يوم أمس، تمهيداً للعملية العسكرية التركية المرتقبة في المنطقة ذاتها، توالت المواقف الدولية والمدنية حول تلك الأحداث المفصلية الهامة ما بين تأييد أو رفض أو صمت مطبق.

وفي أول تصريح روسي رسمي بهذا الشأن، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية “دميتري بيسكوف” بأن الكرملين يدرك ويتفهم تصرفات تركيا الرامية إلى ضمان الأمن ومكافحة الإرهابيين المختبئين في سوريا، على حد قوله.

وأوضح بيسكوف بأن الرئيسين الروسي “فلاديمير بوتين” والتركي “رجب طيب أردوغان” لم يتواصلا بعد بشأن العملية العسكرية الوشيكة، رغم أن الدولتين تتوافقان عادة على القضايا المهمة المشتركة، وفقاً لتعبيره.

وبالنسبة لإيران، فقد أعلنت رفضها التام للعملية التركية، وعرضت على لسان وزير خارجيتها “محمد جواد ظريف” وساطةً بين نظام الأسد وتركيا للتوصل إلى حل في هذا الصدد، حيث أشار الوزير إلى أنّ العملية في شرق الفرات “لن تحقق أياً من أهدافها” على حد قوله.

إقرأ أيضاً: مسؤول تركي كبير يكشف توقيت بدء الهجوم العسكري شمال سوريا

أما على الصعيد الأمريكي، فقد أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية بأن الوزارة تلقت أوامر من الإدارة الأمريكية بالانسحاب الكامل من سوريا، وفقاً لجدول زمني قصير للغاية، وأكد أن القوات الأمريكية قد بدأت بإخلاء مواقعها شمال شرقي سوريا.

وعلّق الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قائلًا، “إن الوقت حان للولايات المتحدة للخروج من سوريا، التي كان من المفترض أن تكون مهمة القوات فيها لثلاثين يومًا فقط، وامتدت لسنوات، لنجد أنفسنا ضمن معركة بلا هدف، وكل ما تعمقنا أكثر اتضح لنا أنه ليس هناك أي هدف أمامنا”.

فيما انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “هيلاري كلينتون” قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات من شمال شرق سوريا، واصفة قرار ترامب بأنه “خيانة مقرفة لكل الأكراد، وخيانة للقَسَم الرئاسي” على حد تعبيرها.

وكان عدد من المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا قرار ترامب التخلي عن حلفائهم في شمال سوريا من الميليشيات الكردية الانفصالية، معتبرين أن القرار غير صائب، في وقت أكدت فيه الدفاع التركية اتمام الجاهزية لشن عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات.

اسرائيل متفاجئة، ورفض أوروبي

وبالنسبة لإسرائيل، فقد أعلن مسؤولون إسرائيليون بأن القيادة الإسرائيلية قد فوجئت بقرار الولايات المتحدة، ولم تتلق بلاغًا مسبقًا من واشنطن بذلك، ونقلت “القناة 13” الإسرائيلية عن مسؤولين كبار قولهم إن المستوى السياسي والجهاز الأمني فوجئ صباح الاثنين بقرار ترامب التخلي عن القوات الكردية، وتشجيع العمليات التركية والإيرانية في سوريا.

أما نائب الأمين العام للأمم المتحدة “بانوس مومسيس” فقد قال في هذا الصدد: “مستعدون للتنسيق بشكل كامل مع تركيا حول العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات، وتركيا قد قدمت لنا الضمانات اللازمة حول القضايا الإنسانية فيما يتعلق بالعملية العسكرية المحتملة شرق الفرات”.

وبالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، فقد قالت إحدى المتحدثات الرسميات باسمه خلال مؤتمر صحفي يوم أمس: “في ضوء التصريحات الصادرة عن تركيا والولايات المتحدة بخصوص تطورات الوضع، يمكننا التأكيد على أنه وفي الوقت الذي نعترف فيه بمخاوف تركيا المشروعة، فإن الاتحاد الأوروبي قال منذ البداية إنه لن يتم التوصل إلى وضع مستدام بالوسائل العسكرية”.

نظام الأسد … نفس الاسطوانة المشروخة!

أما نظام الأسد، فقد قال على لسان “فيصل المقداد” نائب وزير خارجية نظام الأسد بأن “كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأسعار سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، ومن يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيدًا عنه، وهذا ما حصل” على حد تعبيره.

ووجه المقداد رسالة إلى “قسد” قائلاً: “خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه، ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا”.

وأضاف المقداد بقوله: “في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا”.

مدونة هادي العبد الله