في منشور له على كل من موقعي “فيسبوك” و”تويتر”، انتقد رئيس الوزراء التركي الأسبق “أحمد داوود أوغلو” تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الأخيرة والتي هدد فيها بتدمير اقتصاد تركيا في حال تجاوزت حدودها ضمن عمليتها العسكرية القادمة في شمال شرق سوريا.
وقال داوود أوغلو: “لا يوجد أي أخلاق دبلوماسية للرئيس الأمريكي ترامب، ولا يمكن قبول العلاقات التاريخية العميقة للبلدين والتعاون في كافة المجالات المشتركة على هذا الأساس، هذه التصريحات غير مقبولة وغير مسؤولة”.
وكان الرئيس الأمريكي قد أمطر موقع “تويتر” يوم أمس بتغريداته حول الأوضاع الحالية في سوريا وسحب قواته منها وحلفائه فيها، إضافة لحديثه عن العملية التركية المرتقبة ضمن شمال شرق سوريا.
إقرأ أيضاً: ميليشيات قسد تكشف وعود الولايات المتحدة السابقة لهم
حيث قال ضمن تغريداته المتلاحقة: “منذ سنوات ونحن في سوريا، كان يجب أن تكون مهمتنا العسكرية في هذا البلد قصيرة، كان علينا الدخول إليها والإسراع في الخروج”.
وتابع بقوله: “الولايات المتحدة هزمت (داعش) إلى حد كبير، والمسؤولية بعد اليوم تقع على عاتق البلدان الأخرى في المنطقة” مشيراً إلى أنه قد أبلغ فرنسا وألمانيا وبقية البلدان الأوروبية بضرورة أن تتسلم مواطنيها المنتمين إلى تنظيم “داعش”، إلا أن هذه البلدان لم تقبل بذلك.
وحول العملية العسكرية التركية، قال ترامب: “المنطقة التي ستنفذ فيها تركيا عمليتها العسكرية تضم نحو 50 جندي أمريكي، ولا نريد أن يصبهم أي أذى لأن ذلك سيتسبب بمشكلة كبيرة”.
وأشار إلى أن تركيا تقا تل ضد عدوها المتمثل بتنظيم “بي كا كا” منذ فترة طويلة، وأنه قد قرأ اليوم بعض الأخبار التي تفيد بأن كل هذه الأمور قد بدأت بسبب الرئيس الأمريكي الأسبق “باراك أوباما”.
حرب تغريدات
وقال ترامب بأنه قد ألحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد التركي بسبب قضية سجن القس الأمريكي “أندرو برونسون” في تركيا العام الماضي، وتابع بقوله: “إذا قامت تركيا بشيء خارج ما تفكر فيه الولايات المتحدة، فإنها ستواجه اقتصادًا مدمرًا إلى حد كبير كما فعلنا معها في السابق”.
وأضاف: “قلت للرئيس أردوغان إن أسرى داعش تحت مسؤوليتكم بعد اليوم. روسيا وتركيا وإيران والعراق وسوريا والكل في المنطقة سيكونون مسؤولين”، واعتبر بأن كلاً روسيا والصين أصيبتا بأكبر خيبة أمل بسبب الانسحاب الأمريكي، لأنهما كانتا الأكثر سعادة حيال دخول الولايات المتحدة في المستنقع.
واستدرك: “كانوا سعداء عندما يشاهدوننا ننفق ملايين الدولارات هنا. والآن نقوم بما ينبغي علينا القيام به. حان وقت العودة إلى المنزل”، في إشارة منه لقرار سحب القوات الأمريكية من بعض المواقع السورية.
هذا وقد شهدت الليرة التركية انخفاضاً ملحوظاً أمام الدولار الأمريكي منذ يوم أمس، بعد أن نشر الرئيس الأمريكي تغريداته تلك، وسط توقعات بأزمة اقتصادية جديدة قد تحيق بالعلاقات التركية الأمريكية بعد ارتفاع العديد من الأصوات المعارضة للعملية التركية في سوريا من الداخل الأمريكي والأوروبي.