في سياق حرب المواقف والتصريحات المتضاربة بشأن عملية “نبع السلام” التركية في مناطق شمال شرق سوريا، أعلن “حسام زكي” الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية بأن الجامعة “تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد سوريا”.
وقال زكي في بيان له بأن هذه العمليات العسكرية “تمس سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي سوريا” مشيراً إلى أنه مهما كان الموقف السياسي بين الدول العربية الأعضاء بالجامعة – والذي أدى إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية – إلا أن موقف الجامعة العربية واضح ويرفض بشدة المساس بالسيادة السورية على أراضيها، على حد تعبيره.
وتابع البيان بقوله: “لا ينبغي على دولة جارة لسوريا وهي تركيا، أن تقوم بمثل هذه الأعمال العسكرية مهما كانت الذرائع التي تتذرع بها للقيام بمثل هذا العمل العسكري”.
إقرأ أيضاً: المواقف الدولية من عملية نبع السلام التركية شرق الفرات والمنطقة الآمنة
ورداً على سؤال حول الجهود التي تقوم بها الجامعة العربية لمنع حدوث هذا العمل العسكري على شمال سوريا، قال السفير زكي بأن “الجامعة العربية تم تغييبها عن الملف السوري منذ عام 2011 عندما علقت عضوية سوريا في الجامعة العربية، وبالتالي فإن الجامعة ليست لديها الوسائل الفعالة للدخول على خط الأزمة السورية”.
وجدير بالذكر أن “الجامعة العربية” لم تتخذ أي موقف ثابت وحازم من القضية السورية طيلة السنوات الثمانية المنصرمة، والتي كانت حافلة بالتدخل الأجنبي السافر والواضح من قبل روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وغيرها، بل وحتى لم تتخذ موقفاً حازماً من إجرام نظام الأسد بحق الشعب السوري، بل على العكس، تسعى مؤخراً للتطبيع معه وإعادته إلى أحضان الجامعة.
وما إن أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” يوم أمس عن انطلاق معركة “نبع السلام” في شرق الفرات، حتى انهالت التصريحات الدولية المعلقة على العملية العسكرية، بين مبارك ومؤيد، وبين مندد ورافض لها.
سيول من المواقف
وتعتبر عملية “نبع السلام” ثالث عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية، حيث سبقت هذه العملية عمليتا “درع الفرات” ضد تنظيم “داعش” بريف حلب الشمالي، و”غصن الزيتون” في منطقة عفرين ضد الميليشيات الكردية الانفصالية.
وعلى صعيد الدول العربية بشكل فردي، أصدرت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت ومصر بيانات تنديد واضحة ومباشرة ضد العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، متذرعين بالخشية على وحدة الأراضي السورية وسيادتها!