تخطى إلى المحتوى

صحيفة أمريكية تنشر تفاصيل وحقيقة الموقف الأمريكي من عملية نبع السلام

بعد إعلان تركيا عن انطلاق عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا والتي حملت رمزياً اسم “نبع السلام”، صرح مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية لصحيفة “واشنطن بوست”، بأن الولايات المتحدة قد قررت “تجميد العمل على المنطقة العازلة بأكملها وذلك بسبب العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا”.

وبحسب الصحيفة، فقد قال المسؤول بأن الجيش الأمريكي قد توقف عن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع القوات التركية، كما قام بالانسحاب من موقعين من أصل ثلاثة مواقع له في الشمال، والتي تقع على خط التقدم التركي، كما أوقف خط الاتصال العسكري الذي أقيم للتنسيق بين الطرفين.

وأدت هذه الخطوات إلى إيقاف التعاون العسكري بين الطرفين، حيث تأمل الولايات المتحدة أن يتم الإبطاء من حدة الهجوم التركي إلى أن يتم التوصل لحلول مشتركة، وقال المسؤول الأمريكي في هذا الصدد: “كان لدى الرئيس أردوغان منطقة آمنة بديلة يفكر بها على الدوام، وذلك لأنه كان يفترض أننا سنغادر ونترك الموضوع برمته له”.

إقرأ أيضاً: الناطق باسم الجيش الوطني السوري يكشف آخر تطورات المعارك شرقي الفرات

فخلال مكالمته مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أفصح الرئيس التركي “رجب طيب أروغان” عن خطته الكاملة بخصوص المنطقة الآمنة، وهي عبارة عن منطقة تسيطر عليها تركيا، بحيث يمكنها إعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين بدعم مالي أوروبي، وكان أردوغان يأمل بإقناع ترامب بخطته بعيداً عن رأي مستشاريه والخبراء من حوله، وقد تمكن فعلاً من ذلك على ما يبدو.

وقال المسؤول الأمريكي في هذا الشأن: “اعتقد اردوغان أنه يستطيع تسوية الأمر في حال تحدث مع ترامب، لذلك قرر عدم الالتزام بالطرق التقليدية وإقناع ترامب بشكل مباشر، من جهتنا فقد قدمنا لتركيا كل ما ترغب به، ولكنها كانت ترغب دائماً بخطة مختلفة”.

وبحسب تصريحات المسؤول الأمريكي، فقد حاول ترامب إقناع أردوغان بالعدول عن قراره في مكالمة يوم الأحد، وذلك عبر تقديم “حزمة ممتازة من الحوافز”، شملت لقاءً مشتركاً يتم فيه التباحث حول الخلافات، مع استئناف مبيعات طائرات “إف 35” التي تم إيقاف مبيعاتها بعد أن اشترت تركيا أنظمة الدفاع الجوي الروسي، إلا أن أردوغان قرر المضي قدماً والتوغل في سوريا.

قلق ومصير غامض

ويسود القلق داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية تعامل ترامب مع سوريا وتبعات ذلك، حيث تخلت ميليشيات “قسد” عن التنسيق مع الجيش الأمريكي وبدأت تركز على قتال القوات التركية، ولا يوجد أحد على دراية بمصير عشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم “داعش” وأسرهم المحتجزين في مخيمات ذات حراسة منخفضة تديرها “قسد” شمال شرق سوريا.

وقد أدت العملية العسكرية التركية إلى انهيار الاستراتيجية الأمريكية غير المتماسكة والتي تفتقر إلى أسس واضحة، مما يفتح الباب أمام تبعات كثيرة سيئة في معظمها، لذلك قال المسؤول الأمريكي في سياق تصريحه للصحيفة: “صدقوني، لا توجد لدينا خطة ب!” في إشارة بأن الولايات المتحدة لا تملك أية خطط مستقبلية واضحة بخصوص سوريا.

مدونة هادي العبد الله