تخطى إلى المحتوى

محلل عسكري يكشف عن محاور عملية نبع السلام ومدى تأثير التصريحات المنددة على سير العملية

مع انطلاق عملية “نبع السلام” المشتركة بين كل من الجيشين التركي و”الوطني السوري” في شمال شرق سوريا ضد الميليشيات الكردية الانفصالية، ومع وجود العديد من التصريحات الدولية المنددة بهذه العملية، قامت شبكة إخبارية سورية بإجراء حوار مع المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد “عبد الله الأسعد” حول محاور هذه العملية ومدى تأثير التصريحات المنددة على سيرها.

وفي إجابته عن سبب تخلي الولايات المتحدة عن عن ميليشيات “قسد” وسحب قواتها من المنطقة قال الأسعد: “الولايات المتحدة تنظر لميليشيات قسد على أنها بنادق مأجورة وقد أدت مهامها.

وكانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واضحة حين قال بأن الأكراد استلموا ثمن وقوفهم معنا، لذا لا اعتقد أنَّ أمريكا قد تضحي بمصالحها مع دولة إقليمية كبيرة كتركيا من أجل قسد، وهذا هو سبب الانسحاب الأمريكي من النقاط المحيطة بتل أبيض ورأس العين، في دلالة على ضوء أخضر أمريكي للعملية التركية”.

وعن الموقف الروسي والأوروبي والعربي من العملية قال الأسعد: “روسيا تقدر موقف تركيا، وسعيها للحفاظ على أمنها القومي من التهديدات القابعة على الحدود الجنوبية، والاتحاد الأوروبي كذلك يعي موقف تركيا، وما يصدر من تصريحات هنا وهناك سواء دولية أو عربية من غير الممكن أن تثني تركيا عن عزمها على المضي بعمليتها العسكرية، وهذه التصريحات ليست إلا زوبعة سياسية ستنتهي مع تحقيق العملية لنتائج واضحة على الأرض”.

إقرأ أيضاً: تصرحيات لوزير الدفاع التركي حول عملية نبع السلام وآخر التطورات والأهداف

وحول إمكانية سيطرة تركيا على كامل مناطق ميليشيات “قسد” قال الأسعد أيضاً: “المعركة العسكرية ستتزامن مع أخرى على الصعيد السياسي، خاصة وأن المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا هي منطقة هامة واستراتيجية نظرًا لغناها النفطي، وتركيا أوضحت للدول أنها تسعى لوقف الممرات الإرهابية المتمثلة بالميليشيات الكردية هناك فقط لا أكثر”.

وتابع بقوله: “كما قالت تركيا بأنها تهدف إلى إعادة السوريين إلى مناطق ستكون مشابهة لـلمناطق التي تم تحريرها إثر عمليتيّ درع الفرات وغصن الزيتون شمالي حلب، مولا أعتقد أن تركيا ستزيد من سيطرتها أو تتمدد خارج النقاط التي أوضحتها بالخريطة التي عرضتها بمجلس الأمن”.

وأكمل بقوله: “طبيعة المنطقة الصحراوية وتباعد القرى عن بعضها سيجعل التقدم سريع لصالح تركيا وحليفها المدعوم من قبلها، الجيش الوطني، حيث ستعمل تركيا على فصل المناطق عن بعضها ناريًا”.

وقال: “ستشهد المنطقة انسحابًا سريعًا لميليشيا قسد، نظرًا لعدم وجود تضاريس طبيعية قد تحتمي بها، ومحاور المعركة اتضحت في الوقت الحالي، من تل أبيض إلى رأس العين، والتقدم باتجاه المدن الكبيرة، وفرض السيطرة على القرى الصغيرة”.

التقدم مستمر

وفي ذات السياق، قال الناطق باسم الجيش “الوطني السوري” الرائد “يوسف حمود” بأن قواتهم قد بدأت التحرك من مناطق التجمع باتجاه خطوط الاشتباك الأولى مع الميليشيات الكردية الانفصالية، وقال مراسلون بأن مقاتلي “الجيش الوطني” قد وصلوا إلى القرب من مدينة “تل أبيض” حيث من المتوقع أن يكون الاشتباك المباشر الأول للجيش الوطني مع ميليشيات “قسد” التي تحتل المنطقة.

وقد تمكن الجيشان والتركي و”الوطني السوري” من فرض سيطرتهما على عدة قرى ونقاط عسكرية تابعة للميليشيات الكردية الانفصالية بشرق الفرات، حيث تمكنوا من السيطرة على قرى “طباطين” و”مشرفة العز” و”المشهور” و”المحربلي” و”بئر عاشق” شرق مدينة “تل أبيض” بعد طرد الميليشيات الكردية الانفصالية منها.

مدونة هادي العبد الله