تخطى إلى المحتوى

مقال هام للكاتب والباحث العراقي ربيع الحافظ حول عملية نبع السلام ومستقبل المنطقة

كتب الباحث والأستاذ العراقي ربيع الحافظ أمين عام مؤسسة الموصل مقالاً تحدث فيه عن الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والسياسية الحالية لعملية “نبع السلام” التركية داخل الأراضي السورية في شرقي نهر الفرات.

وقال الحافظ في مقاله: “يحق لنا الاعتقاد ان تركيا ستعيد إعمار المدينة السورية القادمة التي ستدخلها، مثلما يحق لنا الاعتقاد ان إيران ستحرق المدينة العراقية القادمة التي ستدخلها، ويحق لنا الاعتقاد ان تركيا ستعيد توطين السوريين على أرضهم في مدن تشيدها مثلما يحق لنا الاعتقاد أن إيران ستشرد العراقيين في منطقة تلوى الأخرى كما فعلت في جرف الصخر وجلبت الأعاجم من باكستان وافغانستان لتذيب عروبة العراق في بوتقة العجمة بظنها”.

وتابع بقوله: “ويحق لنا الاعتقاد ان الجيش التركي سيطرد المليشيات الكردية (وليس الأكراد) من المدن والقرى العربية السورية دون أن يدمرها، مثلما يحق لنا الاعتقاد أن إيران ستدمر ما تبقى من مدن العراق كما فعلت المليشيات التابعة لها في الموصل”.

إقرأ أيضاً: الجيش الوطني يسيطر على قرى جديدة في محيط تل أبيض ورأس العين

وأكمل قائلاً: “يحق لنا ان نعتقد ذلك ولم تمض سويعات على دخول الجيش التركي الاراضي السورية. الجيش التركي ليس مؤسسة خيرية وهو يقوم بالأساس بحماية دولته لكنه في عملياته السابقة طرد عصابات داعش والمليشيات الكردية دون تدمير للمدن وأعادت الدولة التركية إليها مقومات الحياة في ظرف عام ونصف وفتحت المدارس وقامت بطبع المناهج الدراسية العربية في انقرة وتضخم التعداد السكاني للمناطق المحررة من 350 ألف إلى مليون ونصف بسبب عودة للأهالي”.

وتابع مقاله بقوله: “نظلم الاتراك اذا قلنا لهم إنكم استضفتم الشريد واقتسمتم رغيف الخبز والدواء معنا واعدتم بناء المدن لأنكم أتراك، وننصفهم اذا قلنا لهم: إن المجتمعات كالأفراد في نشأتها، فمن نشأ في بيت تحلى بأخلاقه ومن نشأ في الشارع بقى ابد الدهر حاقدا على ابناء البيوت متمنيا لهم السوء، وهكذا الشعوب التي تنشأ خارج حدود حضارة ومجتمع الأمة فتتخده خصما وهذه مشكلة شعوب المنطقة مع إيران”.

وقال: “إصرار إيران (فارس) على هدم المدن وتمزيق المجتمعات مؤشر على طبيعة منشئها ونوازعها وعلى أن الصراع في منطقتنا هو صراع نظم أخلاقية (خير وشر) يتميز كل يوم عن مفاهيم عاطفية جلبتها الدولة المعاصرة وذهبت بسببها”.

وكتب قائلاً: “الأرض التي سيدخلها الجيش التركي بشراكة اهلنا في سوريا ستصبح ملاصقة للموصل أي أن خط الحدود السياسية سيصبح (جدار برلين) الذي كان في اوروبا فاصلا وهميا بين كتلتين إحداها حرة واخرى مخطوفة ثم سقط أمام إرادة الكتلة المخطوفة لتلتحم الكتلتان في طوفان جرف القارة”.

حدث اجتماعي

وختم بقوله: “دخول الجيش التركي في سوريا حدث اجتماعي أكثر منه عسكري، وحدث حتمي لأن التحولات الاجتماعية كالمناخية تهب حيث تقلبات الضغط ويدركها المزارع وينثر بذروه استعدادا لقدومها”.

هذا وتستمر عملية نبع السلام بالتقدم منذ يوم الأربعاء حتى هذه اللحظة، مترافقة مع قصف مستمر من الطيران التركي لمواقع الميليشيات الانفصالية، وتقدم على الأرض لقوات الجيشين التركي والوطني السوري.

مدونة هادي العبد الله