أكد “فكرت أوزر” السفير التركي لدى دولة قطر بأن عملية “نبع السلام” التي تقوم بها قوات الجيشين التركي و”الوطني السوري” في شمال شرق سوريا لا تشمل مدينة “تل رفعت” في ريف حلب الشمالي، والتي احتلتها ميليشيات “قسد” مع عدة قرى أخرى بدعم روسي عام 2016.
وقال السفير التركي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين في العاصمة القطرية الدوحة، بأن تل رفعت تختلف عن شرقي الفرات، فعندما قامت عملية “غصن الزيتون” في “عفرين” مطلع العام الماضي، حاولت القوات التركية تحرير تل رفعت، لكن ميليشيات “قسد” تلاعبت بين الولايات المتحدة وروسيا ونظام الأسد، ونتيجة هذا التلاعب لم يتم تحرير المنطقة، على حد قوله.
وحول البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية يوم السبت الماضي، والمتضمن خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا، نفى السفير تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية حالياً.
إقرأ أيضاً: المواقف الدولية من عملية نبع السلام التركية شرق الفرات والمنطقة الآمنة
وأوضح السفير بأن التمثيل الدبلوماسي بين كل من مصر وتركيا قائم على مستوى الأعمال فقط، متمنياً أن يكون مضمون البيان موجها ضد إسرائيل التي تحتل أرض فلسطين العربية منذ عام 1948، على حد قوله.
وأكد السفير بأن عملية “نبع السلام” التي بدأت يوم الأربعاء الماضي مستمرة ولن تتوقف لحين تحقيق أهدافها، مشيراً إلى أنه ليس لدى تركيا خطط لأي تغيير ديموغرافي في المنطقة، ومؤكدا بأن عودة السوريين “الضيوف” في تركيا إلى بلداتهم وقراهم بعد إقامة المنطقة الآمنة سيكون طوعياً واختيارياً وليس إجبارياً.
وكان “حسام زكي” الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية قد صرح يوم الخميس الماضي بأن الجامعة “تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية ضد سوريا”.
موقف شاذّ
وقال زكي في بيان له بأن هذه العمليات العسكرية “تمس سيادة دولة عضو في جامعة الدول العربية وهي سوريا” مشيراً إلى أنه مهما كان الموقف السياسي بين الدول العربية الأعضاء بالجامعة – والذي أدى إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية – إلا أن موقف الجامعة العربية واضح ويرفض بشدة المساس بالسيادة السورية على أراضيها، على حد تعبيره.
وتابع البيان بقوله: “لا ينبغي على دولة جارة لسوريا وهي تركيا، أن تقوم بمثل هذه الأعمال العسكرية مهما كانت الذرائع التي تتذرع بها للقيام بمثل هذا العمل العسكري”.
وجدير بالذكر أن الجامعة العربية لم تتخذ أي موقف ثابت وحازم من القضية السورية طيلة السنوات الثمانية الماضية، والتي كانت زاخرة بالتدخل الأجنبي السافر والواضح من قبل روسيا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وغيرها، بل وحتى لم تتخذ موقفاً حازماً من إجرام نظام الأسد بحق الشعب السوري.