تخطى إلى المحتوى

إعلامي تركي يكشف تفاصيل جديدة عن خلفيات عملية نبع السلام

نشر الكاتب والإعلامي التركي “عبد القادر سيلفي” مقالاً في جريدة “حريّت” التركية كشف فيه تفاصيل جديدة عن عملية “نبع السلام” التركية في مناطق شمال شرق سوريا ضد الميليشيات الانفصالية المعادية للدولة التركية وللثورة السورية، موضحاً فيه خلفيات العملية والمدة المتوقعة لتحقيق أهدافها.

وقال سيلفي بأن التوقعات تشير إلى أن عملية “نبع السلام” ستستغرق مدّة أقصر من تلك التي استغرقتها عملية “درع الفرات” ضد تنظيم “داعش”، والتي استغرقت سبعة أشهر، بل وحتى ستكون أقصر من عملية “غصن الزيتون” التي استغرقت 58 يوماً فقط.

وأكد سيلفي بأن تركيا قد أثبتت نجاحاً دبلوماسياً ضمن السياسة التي اتبعتها قبل وبعد انطلاق العملية، موضحاً بأن أهم نقطة اختلاف بين عملية “نبع السلام” وسابقاتها من العمليات هي كون العمليتين الأخيرتين كانتا ضد التنظيمات الإرهابية المتواجدة في المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات الروسية.

بينما تتم عملية “نبع السلام” ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة القوّات الأمريكية التي بذلت جهدها لتحول دون انطلاق العملية، فلما أيقنت من حتمية حدوثها، نأت بنفسها عن المنطقة وبدأت بسحب قواتها منها.

إقرأ ايضاً: قائد ميليشيات قسد يطلب من القوات الأمريكية مغادرة شرق الفرات فوراً ليعقد هذه الصفقة الجديدة!

وقال سيلفي بأن كواليس الاتصال الهاتفي بين كل من الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والأمريكي “دونالد ترامب” والذي جرى قبيل انطلاق العملية، قد تم كشفها من قبل مسؤول أمريكي تحدث لإحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية الهامة.

حيث قال المسؤول في سياق تصريحاته بأن الرئيس التركي بدا في اتصاله الهاتفي مصمماً للغاية على الدخول إلى سوريا، حيث قال المسؤول وفقاً لما نقله سيلفي: “دعوة ترامب لأردوغان من أجل زيارة البيت الأبيض لم تكفِ لإقناع الأخير بالعدول عن قراره، وموقف أردوغان كان أكثر صرامة من المواقف السابقة”.

وبحسب سيلفي فقد أثبت وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” أيضا دبلوماسية عسكرية لافتة للانتباه، حيث رفض في الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين نظيره الأمريكي “مارك إسبر” إبان اليوم الأول لانطلاق العملية استخدام الأخير لكلمة “الغزو” في وصف عملية “نبع السلام”.

أزمة مصطلحات

وقال سيلفي بأن أكار قد صحح هذا المفهوم لدى نظيره، موضحاً له بأن نبع السلام هي “عملية” وليست “غزواً”، ليضطر إسبر لاحقاً إلى تعديل المصطلح الذي استخدمه، شاكراً أكار على “حساسيته في استخدام المصطلحات”.

وقال سيلفي بأن أكار قد أكد خلال اتصاله مع إسبر على عدة نقاط أهمها: عملية نبع السلام بالنسبة إلى تركيا ليست خيارا وإنما ضرورة، وتركيا لن تسمح بدولة إرهابية بالقرب من حدودها، وهدف العملية هو القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

واكد اكار بأن العملية تهدف إلى تأسيس ممر سلام يؤمن للسوريين العودة إلى بلادهم، وأهداف العملية هم “الإرهابيون، مآويهم، أسلحتهم، ومواقعهم”، فقط لا غير، وسيتم بذل جهد كبير لعدم إلحاق الضرر بـ “المدنيين، المباني التاريخية والدينية، والدول الحليفة” ولو كان ذلك على حساب تأخر العملية، كما سرد سيلفي نقلاً عن أكار.

هذا وتستمر عملية “نبع السلام” منذ يوم الثلاثاء الماضي، متقدمة بشكل سريع في أهم المناطق على الحدود السورية التركية ومتوغلة نحو عمق الأراضي السورية، بصدد تحقيق أهدافها في القضاء على الميليشيات الانفصالية.

مدونة هادي العبد الله