قامت قناة “أي بي سي نيوز” الأميركية بتقديم اعتذار يوم أمس بسبب عرضها معلومات مغلوطة عن عملية “نبع السلام” التركية التي يخضوها الجيشان التركي و”الوطني السوري” في مناطق شمال شرق سوريا ضد الميليشيات الانفصالية.
وكان القناة قد عرضت مقطعاً مصوراً من ولاية كنتاكي الأمريكية، على أنه قصـ.ف تركي استهدف مواقع في سوريا خلال عملية “نبع السلام” ضد الميليشيات الانفصالية في مناطق شرقي الفرات بسوريا.
ويظهر في التسجيل المصور الذي عرضته القناة إطـ.لاق نـ.ار شديد أدى إلى وقوع تفجـ.يرات، لكنه في الحقيقة كان ضمن عرض للأسلحة تم تنظيمه في ولاية كنتاكي الأميركية عام 2017، حيث نشرته القناة يوم الأحد الماضي ضمن نشرة إخبارية، مدعية أن الفيديو يظهر “الأتراك وهم يهـ.اجمون مجموعة من المدنيين الأكراد في بلدة سورية حدودية” على حد وصفهم وقتذاك.
إقرأ أيضاً : لاعبو المنتخب التركي يحيّون عملية “نبع السلام” من باريس، والجمهور يتضامن معهم (فيديو)
وبعد الكشف عن حقيقة التزييف، أصدرت القناة بياناً أعربت فيه عن أسفها لنشر هذا المقطع المصور، وقالت ضمن تغريدة على حسابها الرسمي في موقع “تويتر” يوم أمس: “تصحيح: لقد قمنا بإنزال مقطع فيديو بث في (أخبار العالم الليلة) و(صباح الخير أميركا) على أنه من الحدود السورية، بعد طرح أسئلة حول دقته، (أيه بي سي نيوز) تأسف لهذا الخطأ”.
وكان “كورت أيشينوالد” الكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد انضم إلى الحملة الرامية لتشويه عملية “نبع السلام” الجارية ضد الميليشيات الانفصالية في مناطق شرقي الفرات بسوريا، حيث نشر أيشينوالد، صورة شهيرة حائزة على جائزة دولية مرموقة، تعود إلى عام 1983 ملتقطة إثر زلزال ضرب ولاية أرضروم شرقي تركيا، على أنها ملتقطة خلال عملية “نبع السلام”.
وتظهر في الصورة التي التقطها في الواقع المصور “مصطفى بوزدمير” عقب الزلزال، أم مكلومة جالسة عند جثث أطفال، وبهذه اللقطة فاز المصور بوزدمير بجائزة مسابقة صور الصحافة العالمية في ذاك العام، ويعد أول مصور صحفي من تركيا يفوز بها.
تضليل وكذب
بينما تواصل الآلة الإعلامية للميليشيات الانفصالية تزييف الحقائق من خلال نشر صور لقتلى وجرحى مدنيين، ونسبها للقصف التركي خلال عملية “نبع السلام”، ليتبين لمرة جديدة أن مصدر هذه الصور تعود لمجازر قديمة على يد التحالف وروسيا ونظام الأسد في مناطق أخرى من سوريا.
وتتعدد الطرق التي تواجه فيها وحدات حماية الشعب YPG، عملية “نبع السلام” التي تقودها القوات التركية وفصائل الجيش السوري الحر في منطقة شرق الفرات، بوسائل وأشكال عدة لاسيما الإعلامية، والتي كشفت منذ اليوم للعملية حالة الإرباك والاضطراب التي تعانيها.
وتحاول الميليشيات اللعب على وتر استهداف المدنيين منذ اليوم الأول للعملية، ولأن القصف التركي قد طال مواقع عسكرية على الحدود في كل من تل أبيض ورأس العين ولم يدخل لعمق المنطقة حيث يتواجد المدنيون، كان لابد من خلق صور ضحايا وجرحى لتحريك الرأي العام العالمي، فلجأ إعلام الميليشيات إلى صور قديمة من القصف الجوي الروسي على محافظة إدلب، تماماً كما فعلت سابقاً أثناء عملية “غصن الزيتون” مطلع العام الماضي.