بعد أن وقّع كل من نظام الأسد وميليشيات قسد اتفاقية ليلة الأحد الماضي تقضي بإعادة انتشار قوات النظام في كافة مناطق سيطرة “قسد” في منطقة الجزيرة العربية والحدود السورية التركية، خرجت مظاهرات حاشدة لمئات المواطنين بمحافظة دير الزور، رفضاً لدخول قوات النظام إلى المنطقة.
وقد تجمع المتظاهرون عند مداخل بلدات وقرى ريف دير الزور الغربي كافة، مع أنباء عن اقتراب النظام من العودة للمنطقة بعد سنوات من طرده منها، الأمر الذي يعتبره الأهالي تهديداً لحياتهم.
حيث أن نظام الأسد قد أدرج الآلاف من أهالي دير الزور على قوائم المطلوبين لديه منذ قيام الثورة السورية، كما حذرت منظمات حقوقية دولية من مغبة قيام النظام باعتقال أو إعدام مدنيين لدى دخوله إلى المنطقة.
إقرأ أيضاً: إهانة وإذلال كبير لعناصر الأسد في دير الزور على يد الحرس الثوري
وجدير بالذكر أن الشهر الماضي كام شهراً حافلاً بالمظاهرات في محافظة دير الزور، وذلك احتجاجاً على تغول الميليشيات المرتبطة بإيران في المحافظة بشكل غير مسبوق.
كما خرجت عدة مظاهرات في أيام الجمعة الماضية خلال الشهر الماضي في مناطق سيطرة ميليشيات “قسد”، تنديداً بممارسات تلك الميليشيات والفـساد الإداري في المجالس المحلية التابعة لها، وللمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين من أبناء دير الزور في مخيم “الهول” شرقي الحسكة.
وفي منتصف الشهر الماضي، خرج مئات المدنيين بمظاهرة حاشدة في المنطقة الواقعة بالقرب من حاجز معبر “الصالحية” في منطقة “الـسبعة كيلو” بريف دير الزور، وردت قوات الأسد بإطلاق النار بشكل عشوائي لتفريق المظاهرة، ما أدى لإصـابة أربعة مدنيين بجـروح، بالإضافة لمقـتل أحد عناصر جهاز “الأسايش” التابع لـميليشيات “قسد”.
المحافظة الثائرة
وبالرغم من سيطرة نظام الأسد على محافظة دير الزور ومدينتها منذ ما يقارب عامين من الزمن، إلا أن تلك المدينة المعروفة بثوارها وثورتها لم ولن تنسى ثأرها مع نظام الأسد وزبانيته، والأحداث المتوالية تؤكد ذلك وخاصة خلال الفترة الماضية، من خلال الانتفاض في وجه ميليشيات كل من الأسد وقسد اللذين يتقاسمان السيطرة على المحافظة.
بينما تشهد المحافظة الآن مصيراً مجهولاً في ظل عملية “نبع السلام” التركية في مناطق شمال شرق سوريا، وخاصة في ظل ما يبدو بأنه اندماج أو تنازل من ميليشيات “قسد” لنظام الأسد حيال تلك المناطق، ضمن ما يأتي وكأنه نكاية فقط بالعملية التركية.