قبيل توقيع الاتفاق المشترك بين الجانبين التركي والأمريكي، احتلت رسالة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى نظيره التركي “رجب طيب أردوغان” والتي أرسلها إليه قبيل انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية التركية، حيزاً ضخماً من اهتمام الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب فجاجتها وتهـ.ديدها المباشر الخالي من أية لغة دبلوماسية وسياسية مقبولة.
ومقابل ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في الحكومة التركية بأن الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” قد ألقى برسالة نظيره الأمريكي “دونالد ترامب” في القمامة، وذلك بعد أن أثار فحواها غـ.ضبه بشدة!
وبحسب قناة “سي إن إن تورك”، فقد قال المصدر بأن الرسالة المذكورة قد وصلت إلى الرئيس التركي في التاسع من الشهر الجاري، وجاء الرد عليها ميدانياً من خلال إطلاق عملية “نبع السلام” في الساعة الرابعة من مساء اليوم نفسه.
وبدأ ترامب رسالته بدعوة الرئيس التركي للتوصل إلى اتفاق وصفه بالجيد، وأضاف بلهجة مهـ.ددة: “أنت لا تريد أن تكون مسؤولاً عن قتـ.ل آلاف الأشخاص، وأنا لا أريد أن أكون مسؤولاً عن تدمير اقتصاد تركيا، وسأفعل ذلك”، مذكراً إياه بما فعله العام الماضي من فرض عقوبات أمريكية على تركيا بعد احتجازها للقس الأمريكي “أندرو برونسون”، الأمر الذي هوى بالليرة التركية إلى مستويات متدنية غير مسبوقة وقتذاك.
إقرأ أيضاً: ترامب: الإعلام لم يغضب لما يحدث منذ سبع سنوات في سوريا كما غضب مني خلال الـ 72 ساعة الماضية!
وتابع ترامب بقوله في الرسالة: “أعمل بجدّ لحل مشاكلكم، لا تخذلوا العالم”، داعياً أردوغان للتفاوض مع “مظلوم عبدي” القائد العام لمليشيات “قسد” على اعتبار أنه قد دقم عرضاً جيداً مليئاً بتنازلات غير مسبوقة، على حد تعبير ترامب في رسالته.
وتابع ترامب ضمن رسالته: “سينظر إليك التاريخ بشكل إيجابي إذا قمت بذلك بطريقة صحيحة، وسينظر إليك كشيطان إلى الأبد إذا لم تحدث أمور جيدة” على حد تعبيره، وختم ترامب رسالته المثيرة للجدل بالقول: “لا تكن رجلاً متصلباً، لا تكن أحمقاً، سأتصل بك لاحقاً”!
وقد أثار نص الرسالة الفج الزاخر بالتهديد استياء الشارع التركي والساسة الاتراك، حيث دعا رئيس الوزراء التركي السابق “أحمد داود أوغلو” إلى عدم لقاء الوفد الأمريكي اليوم في أنقرة إلى أن يتم تقديم اعتذار رسمي من الإدارة الأمريكية عن هذه الرسالة.
أصداء دولية مستنكرة
كما قال “سونر كاجابتاي” الباحث في معهد الشرق الأدنى للدراسات والمختص في الشأن التركي: “رسالة ترامب إلى أردوغان تعد من أكثر المراسلات ضرراً، خصوصاً بعد أن تم تسريبها قبل زيارة نائب الرئيس مايك بينس إلى أنقرة”.
وتدخلت روسيا أيضاً عبر المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” حيث قال في مؤتمر صحفي: “لا نواجه مثل هذه اللغة بين رؤساء الدول في كثير من الأحيان. إنها رسالة غير عادية”.
هذا وقد احتل وسم “رسالة ترامب” صدارة موقع “تويتر” في تركيا وعدة دول في العالم يوم أمس قبيل الاتفاق التركي الأمريكي المشترك، كتعليق على المستوى الهابط الخالي من أبسط قواعد الدبلوماسية لدى الرئيس الأمريكي.