تخطى إلى المحتوى

تصريحات لوزير الخارجية التركي تعليقاً على إيقاف عملية نبع السلام ومستقبل المنطقة الآمنة

عقب الاتفاق المشترك بين الجانبين التركي والأمريكي يوم أمس والقاضي بوقف العملية العسكرية التركية في مناطق شمال شرقي سوريا مقابل انسحاب ميليشيات “قسد” منها، أكد وزير الخارجية التركي بأن روسيا قد وعدت أيضاً بأمر مماثل.

حيث صرح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بأن روسيا قد وعدت بلاده بإبعاد ميليشيات “قسد” التي يستهدفها الجيش التركي، وذلك من جميع الأراضي السورية على الجانب الآخر من الحدود السورية التركية المشتركة.

حيث قال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية يوم أمس بأن روسيا “وعدت بألا يكون هناك وجود لحزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية على الجانب الآخر من الحدود، وإذا أخرجت روسيا برفقة الجيش السوري عناصر وحدات حماية الشعب من المنطقة، فإننا لن نعارض ذلك”.

وكانت “ماريا زاخاروفا” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قد قالت بأنه يجب أن تتولى سوريا – تعني نظام الأسد – السيطرة على حدودها مع تركيا ضمن أي تسوية للصراع في المنطقة، على حد قولها.

إقرأ ايضاً : بثينة شعبان تصرح حول احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا ونظام الأسد

وكانت كل من ميليشيات “قسد” ونظام الأسد قد توصلا لاتفاق يوم السبت الماضي بخصوص مناطق سيطرة الميليشيات في شمال شرق سوريا، والتي اتفقت على أن يقوم نظام الأسد باستلام كامل الشريط الحدودي مع تركيا، كردّ من قبل الميليشيات الانفصالية على عملية “نبع السلام” التركية.

وكانت وكالة أنباء “سانا” التابعة لنظام الأسد قد أعلنت في وقت متأخر من ليلة السبت عبر معرفاتها على منصات التواصل الاجتماعي بأن جيش النظام قد بدأ بالتحرك باتجاه مناطق شرق الفرات، للتصدي لما أسموه بـ “العدوان التركي على المنطقة”.

وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد قالت بأن وفداً عسكريًا روسيًا قد وصل مساء أمس السبت إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة نظام الأسد، في الوقت الذي وصل فيه وفد عن ميليشيات “قسد” إلى دمشق بهدف التوصل لاتفاق حول مناطق الشمال السوري التي تشهد تقدماً للجيش التركي و”الجيش الوطني السوري”.

وكشفت الوكالة عن تفاصيل الاتفاق التي أبرمتها ميليشيات “قسد” مع نظام الأسد، والتي وصفتها روسيا بأنها تمت تحت رعايتها، وقال بأنه وبعد عدة لقاءات تمت بين الطرفين في الأيام الماضية في كل من دمشق والقامشلي، غادر الوفد الروسي مطار القامشلي برفقة وفد من قيادة “قسد” – وُصف بأنه من مسؤولي الصف الأول – إلى قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.

تنسيق مشترك

وبحسب الوكالة فإن الاجتماع قد استمر لساعات طويلة ليلة أمس، وانتهى باتفاق مبدئي ينص على التنسيق الكامل بين الطرفين، وذلك لإفساح المجال للاتفاق على إعادة ترتيب الأمور في جميع مناطق الشمال السوري، بدءاً من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، تمهيداً لاستعادة سيطرة نظام الأسد على كامل مناطق شرق الفرات والشريط الحدودي مع تركيا.

وكشفت الوكالة بأن الخطوات القادمة ستكون ربما بريف الرقة الشمالي والغربي لقطع الطريق على توسع الجيش التركي في هذه المناطق بعد سيطرته على مدينة تل أبيض وبلدة سلوك وبلدة مبروكة وقراها المحيطة بريف الحسكة الجنوبي الغربي، وتوجهه نحو عين عيسى شمال الرقة.

وبالفعل فقد قامت قوات نظام الأسد بالتنسيق مع ميليشيات “قسد” في الأيام الثلاثة الماضية بالسيطرة على مدينتيّ منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي، إضافة للانتشار في كل من مركزي محافظتي الرقة والحسكة، والسيطرة على بعض الطرق الدولية الهامة في مناطق شمال شرق سوريا.

مدونة هادي العبد الله