تخطى إلى المحتوى

اللقاء الحاسم بين بوتين وأردوغان في سوتشي حول مصير قوات الأسد شرق الفرات

نشر موقع “المونيتور” الأمريكي المتخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية تقريراً عن اللقاء المرتقب في مدينة “سوتشي” الروسية بين كل من الرئيسين التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين”، وما يقف من عوامل وخلفيات وراء هذا اللقاء الحاسم.

فبعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين يوم الثلاثاء الماضي، تَقرر أن يصل أردوغان إلى سوتشي في 22 من الشهر الجاري لإجراء محادثات مع بوتين، وهذا يعني أن الاثنين مستعدان لإبرام واحدة من أهم الصفقات ضمن الثماني سنوات الماضية من الأزمة السورية، على حد تعبير موقع “المونيتور”.

بدأ الموقع تقريره بالحديث عن تأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن مدينة منبج شرق محافظة حلب – والتي كانت تخضع لفترة طويلة لسيطرة الولايات المتحدة وميليشيات “قسد” – قد باتت الآن في أيدي القوات الروسية ونظام الأسد، وأكدت وزارة الدفاع الروسية بأن نظام الأسد قد استحوذ على حوالي 400 ميل مربع حول المدينة، بما في ذلك مطار “الطبقة” العسكري، وثلاثة جسور عبر نهر الفرات، ومحطتان للطاقة الكهرومائية.

وقال مصدر عسكري روسي تحدث إلى “المونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته: “لا نعرف حتى الآن ما الذي كان وراء هذا الانسحاب السريع للقوات الأمريكية، والأهم من ذلك لماذا يريد الأمريكيون التنازل عن هذه الأرض لنا بدلاً من حلفائهم الأتراك ولكن هذه ليست هدية، ونحن بحاجة إلى توخي الحذر الآن لأن هذا قد يكون جهدهم الأخير لتتصادم روسيا وتركيا مع بعضهما البعض، وربما كانوا على استعداد لصب البنزين حول المكان وإشعال النار فيه عند مغادرتهم”.

إقرأ أيضاً : بثينة شعبان تصرح حول احتمال حدوث مواجهة عسكرية بين تركيا ونظام الأسد

وذكر موقع “المونيتور” في وقت سابق بأنه ومنذ بداية عملية “نبع السلام” التركية، فقد أشارت روسيا إلى ثلاثة عوامل أساسية: ألا يعوق التوغل اللجنة الدستورية السورية، وألا تنتهك العملية “وحدة أراضي سوريا”، وعدم وجود تركي عسكري دائم بمجرد إنهاء مخاوف تركيا الأمنية.

ومع تقدم العملية العسكرية التركية، ازداد استياء روسيا ولكن بشكل هادئ وغير ملفت للنظر، حيث قال “يوري أتشاكوف” مساعد وزير الخارجية الروسية: “إن الشيء الرئيسي هو أن الأتراك يتصرفون بطريقة تتناسب مع الموقف وأن أفعالهم لا تضر بالشيء الأكثر أهمية، وهو الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا”.

بينما وصف المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” التوغل التركي بأنه “غير مقبول”، وأكد أنه لم تتم الموافقة عليه من قِبَل بلاده، وكانت أهم رسالة سعى لافرنتييف إلى إيصالها هي أن روسيا في الواقع لم تمانع في التوغل، لكنها تريد أن يبقى ضمن حدود معينة، بمعنى الحدود المنصوص عليها في “اتفاقية أضنة” فقط.

ووفقاً لاتفاقية أضنة، تستطيع تركيا القيام بعمليات توغل مؤقتاً على بعد ستة أميال داخل سوريا للقيام بعمليات “مكافحة الإرهاب”، إلا أن لافرنتييف علق بالقول: “لكن هذا لا يمنحهم الحق في البقاء على الأراضي السورية بشكل دائم، ونحن نعارض بقاء القوات التركية على الأراضي السورية بشكل دائم”.

وبحسب موقع “المونيتور”، وبعد أن توسطت روسيا في اتفاق بين نظام الأسد وميليشيات “قسد”، باتت تشعر بمزيد من الجرأة تجاه جهود الوساطة بين نظام الأسد وتركيا، إلا أن الرئيس التركي لا يزال حتى هذه اللحظة متردداً في التفاوض مع “بشار الأسد” لذا فمن المحتمل أن يقترح بوتين طرقاً للجانبين للتواصل عبر موسكو.

مالذي يمكن التوصل إليه؟

ومع بقاء الأسد في السلطة لفترةٍ ما من الوقت، فمن المرجح أن تبذل روسيا قصارى جهدها لمنع طموحات أردوغان في الحفاظ على وجود عسكري دائم في شمال سوريا، لكن إذا حدث هذا فسوف يتعين على تركيا أن تتبنى في نهاية المطاف مفاوضات مع النظام السوري الحالي، أو تنتظر بناء حكومة جديدة في دمشق بموجب أي تغييرات دستورية قادمة.

وكوسيلة لتعزيز النفوذ على تركيا، ربما تكون روسيا على استعداد للسماح لإيران – التي حافظت حتى وقت قريب على حضور منخفض على هذه الجبهة – بلعب دور سياسي أكبر في الضغط على أردوغان لتبني اتفاق أضنة وعدم الخروج عنه.

وقال تقرير الموقع بأنه وعلى الرغم أن الموقف يبدو مضطرباً بعض الشيء الآن بعد أن أصبح الأمريكيون في الغالب خارج الصورة، إلا أن روسيا وتركيا كلاهما يحتاج للتوسط فيما قد يكون آخر معركة كبيرة في سوريا، إذ يمكن تسوية وضع إدلب التي وقعت في غياهب النسيان ضمن وسائل الإعلام كجزء من “حزمة الاتفاق النهائي” بين الأتراك والروس.

وقد استثمرت كل من تركيا وروسيا الكثير في علاقتهما الثنائية وتنازلتا بما فيه الكفاية مع بعضهما البعض للامتناع عن الانزلاق إلى مواجهة مخاوف تركيا الأمنية، وبالتالي نواياها الأساسية، حيث تدرك تركيا مخاوف روسيا ونواياها، لذلك هناك مجال للمناقشة.

مدونة هادي العبد الله