تخطى إلى المحتوى

صحفي أميركي يوضح خطة روسيا ونظام الأسد للتمدد في شمال شرق سوريا

قام الكاتب والصحفي الأميركي “جيريمي هوج” بنشر تقرير صحفي على موقع “ديلي بيست” الأميركي، أوضح فيه خيوط الخطة الخبيـ.ثة التي تديرها روسيا عالمياً لتثبيت نظام الأسد والقضاء على الثورة الشعبية السورية وكل وجود أو نشاط أو صوت لها.

وقال هوج في تقريره بأنه وبعد ثماني سنوات من الحرب السورية، وموت مئات الآلاف من الناس، ونزوح نصف الشعب السوري، جاء قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ليوفر الظروف الملائمة لنظام الأسد لإعادة سيطرته على ثلث مساحة البلاد في مناطق شمال شرق سوريا.

ويقول هوج في هذا الصدد بأنه وبدلاً من إيقاف خصوم الولايات المتحدة عند حدهم، ستُذكر رئاسة ترامب على أنها الرئاسة التي استطاع الأسد – أكبر قاتل في القرن الحالي – أن يستعيد من خلالها موقعه بصفته صاحب السلطة دون منازع، وهذا ما يتم حصوله فعلاً على الأرض في الوقت الراهن.

وذكر هوج في تقريره حوادث تم تسجيلها لإعلامين ومنصات إعلامية روسية وهي تتبجح بأنها باتت في قلب القواعد الأمريكية في منبج وعين العرب وغيرها، بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، كما أن وسائل إعلام أخرى موالية للأسد قامت بعدها بجولات شبيهة في قواعد أخرى تركها الجنود الأمريكيون.

إقرأ أيضاً : ميليشيات قسد ونظام الأسد يعلّقان على الاتفاق التركي الأمريكي الجديد حول المنطقة الآمنة

ويشير التقرير إلى أن قوات النظام والقوات الروسية قامتا في “عين عيسى” و”تل تمر” الواقعتين على الطريق السريع M4 – وهو الشريان الرئيسي في شمال سوريا – بإقامة نقاط تفتيش دائمة لضمان السيطرة على الطريق، خاصة في وجه الهجوم التركي القادم.

وقال هوج أنه وبالرغم من أن وصول قوات النظام قد أسعف ميليشيات “قسد”، إلا أن هناك ثمناً لذلك، فهذه الحركة ستفقد أي ضغط مستقبلي لها في أداء دور في مؤسسات الحكم المدنية لشمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن الجناح المدني لمليشيات “قسد” قد أصدر بياناً توجيهياً للمجالس المحلية بالاستمرار بالقيام بواجباتها “كالسابق”، مؤكدا أن الاتفاق مع النظام لم يتعد كونه تحالفاً عسكرياً مؤقتاً لحماية الحدود، على حد زعمهم.

ويرجح هوج ألا يبقى لمليشيات “قسد” أو المجلس المدني الذي يمثلها أو أي مؤسسة من مؤسسات “الحكم الذاتي” التي تدعمها، مستوى من الاستقلالية في وقت تزداد فيه حاجتها للاعتماد على النظام، مشيراً إلى أنه مع فشل المفاوضات الروسية التركية يوم الثلاثاء للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الفصائل، فإن ذلك الاعتماد سيزيد.

ويرجح التقرير أن التحرك التركي الجديد في شمال شرقي سوريا، بالترافق مع تمدد نظام الأسد بدعم روسيا فيه أيضاً، سينتج عنه حملة بطيئة ستطول مدتها لنحت منطقة آمنة في منبج وعلى امتداد الحدود التركية مع سوريا، مستدركاً بأن نظام الأسد سيستغل هذا التأخير لتحقيق مكاسب بصمت، وينشر قواته في المنطقة، ويستغل خوف مليشيات “قسد” من تهديد القوات التركية للحصول على المزيد من السلطة في شمال شرق سوريا.

الموقف التركي

ويقول هوج بأن تمدد قوات الأسد لا يبدو بأنه يقلق الرئيس التركي الذي صرح: “دخول النظام إلى منبج ليس سلبياً بالنسبة لي، لكن المهم ألا تبقى المنظمات الإرهابية هناك، أنا قلت هذا للسيد بوتين أيضاً، فإن كنت ستقوم بتطهير منبج من المنظمات الإرهابية فتفضل، لكن إن لم تكن ستفعل ذلك، فالناس هناك يقولون لنا أنقذونا”.

ويعلق هوج قائلا بأن مثل هذه التصريحات من رئيس دولة كان لمدة ثماني سنوات مؤيداً متحمساً للثورة السورية وللإطاحة بالأسد، تشير إلى مدى التغير في الحسابات الدولية بخصوص القضية السورية، وهذا قد يشجع نظام الأسد على القضاء على مليشيات “قسد”، إن كان فعل ذلك سينهي التدخل التركي، وقد يتم هذا في اتفاق أوسع إن وافقت تركيا على مغادرة إدلب أيضاً، بحسب تحليل هوج.

وختاماً، ووفقاً لرأي هوج ضمن تقريره، فإن تصريحات أردوغان جعلت من الواضح أنه بعد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، فإن الأوراق اليوم قد أصبحت في يد نظام الأسد وحليفه الروسي.

مدونة هادي العبد الله