في سياق التظاهرات اللبنانية الحاشدة الغير مسبوقة، وكل ما رافقها من عوامل مشابهة ومؤيدة للثورة السورية في بداياتها وأسباب قيامها، ومع كل التأييد الشعبي الكبير الذي أبداه المتظاهرون اللبنانيون إزاء الثورة السورية، انتشر مقطع مصور من قلب المظاهرات بالعاصمة بيروت، يظهر تواجد قناة “الاخبارية السورية” التابعة لنظام الأسد وهي تجري مقابلات مع المتظاهرين اللبنانيين.
وضمن المقطع، يظهر صوت المتظاهر اللبناني الذي يقوم بتصوير المذيعة السورية وهي تجري المقابلة مع متظاهر آخر، ويقول بصوته وهو يصورها: “هي التلفزيون السوري يلي ما كان بيوثق مظاهرات درعا وحلب وحمص وإدلب، جاية اليوم يصور المظاهرات اللبنانية”.
وأضاف مصور المقطع بقوله: “بس لتشوفوا حجم النفاق يلي عم يتبعو التلفزيون السوري”، في إشارة لغياب كاميرات قنوات النظام السوري عن تغطية مظاهرات الثورة السورية في أيامها السلمية الأولى، بل والعمل على تكذيب هذه المظاهرات وصبغها بالصفة الإرهابية والعميلة والمدسوسة، على الرغم من سلميتها.
إقرأ أيضاً: متظاهرة لبنانية تـُهزء وتشتـُم جبران باسيل بعد نيته زيارة بشار الأسد (فيديو)
يشار إلى أن المظاهرات قد اندلعت في العاصمة بيروت ومدن أخرى منذ يوم الخميس الماضي رفضًا لإعلان الحكومة عن تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام المقبل، تشمل قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي وغيره، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة التي تعاني عجزاً اقتصادياً ضخماً في لبنان.
وسرعان ما أعلنت الحكومة يوم الجمعة عن تراجعها حول مشروع فرض الضرائب والرسوم الجديدة، لكن المحتجين رفعوا سقف مطالبهم إلى “إسقاط النظام”، إضافة لكل رموز السلطات السياسية في لبنان.
وبدا واضحاً مقدار التضامن الكبير بين المتظاهرين اللبنانيين وأشقاءهم السوريين ليس في مجال اللجوء والعنصرية فحسب، بل وحتى في مجال الثورة السورية التي قامت منذ عام 2011 ضد نظام الأسد الإجرامي المارق.
تأييد كبير للسوريين
ومع دخول مظاهرات لبنان يومها الخامس، تداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس، مقطعًا مصورًا من الحراك اللبناني، وأظهر المقطع المصور هتاف المتظاهرين بهتافات مشابهة لأنشودة “يلا إرحل يا بشار” الشهيرة ولكن مع استبدال اهتاف بجملة “أهلا وسهلا باللاجئين” ضمن ترحيب باللاجئين السوريين وإبداء للتعاطف معهم.
ومنذ يومين رددت الناشطة اللبنانية “نضال رندا” وسط جموع من المحتجين اللبنانيين لهتاف: “باسيل برا برا، لاجئين جوا جوا”، في وقت يُصر فيه وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” المقرب من نظام الأسد، على إعادة العلاقات مع هذا الأخير، من أجل عودة اللاجئين الذين هجّرتهم الميليشيات الطائفية المرتبطة بالنظام ومحوره.