بعد أن بات تأسيس المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا قاب قوسين أو أدنى، وفي دعوة مفاجئة، دعا “رودريش كيزفيتر” خبير الشؤون الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” إلى تأسيس منطقة حماية إنسانية شمالي سورية، والاستعانة على تنفيذ ذلك بما يتراوح بين 30 ألف إلى40 ألف جندي من دول الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قال كيزفيتر في تصريحات لإذاعة ألمانية محلية اليوم الاثنين بأنه يتعين طرح مقترحات بناءة، والاستعداد أيضاً بالطبع لإرسال جنود أوروبيين، بينهم جنود من الجيش الألماني، إلى هناك، مضيفاً أنه من الضروري أيضا إرسال طواقم طبية وعمال إغاثة وخبراء في إعادة الإعمار.
وقال كيزفيتر بأنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعرض على تركيا – بالتنسيق مع روسيا – تأسيس هذه المنطقة تحت تفويض دولي للأمم المتحدة، مضيفاً أن هذا سيتطلب مجهوداً ضخماً، وقال: “لكن إذا لم نواصل نحن الأوروبيون بذل الجهود، سنصبح أُلعوبة! إذا لم يصبح لنا مشاركة هناك، سنستشعر التداعيات بشدة على الأراضي الأوروبية” على حد قوله.
إقرأ أيضاً: البنود الـ 13 للاتفاق التركي الأمريكي لوقف عملية نبع السلام شرق الفرات
وفي شأن متصل، أعرب “نوربرت روتجن” رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني – والذي ينتمي لنفس الحزب – مساء أمس الأحد الماضي في تصريحات إعلامية عن مطلب مماثل.
وقال روتجن في تصريح له بأنه يتعين اتخاذ مبادرة بحيث تكون السيطرة على الوضع الأمني في هذه المنطقة مسؤولية المجتمع الدولي وليس تركيا وحدها، مضيفا أن دول بريطانيا وألمانيا وفرنسا مطالبة الآن بذلك، وقال: “لن يقوم أحد بشيء بخلاف الأوروبيين”.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية “انيجريت كرامب كارنباور” قد حذّرت من إنشاء منطقة “احتلال تركية” في سوريا على حد تعبيرها، بعد أن طلبت المستشارة الألمانية ميركل من أردوغان وقف العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا بشكل فوري.
أوربا ضد نبع السلام!
وأكد وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” خلال تصريحات تلفزيونية له الأحد بقوله: “سنفعل كلّ ما في وسعنا لضمان استمرار وقف إطلاق النار هذا لمدة تزيد عن خمسة أيام ووضع حدّ للغزو”، بعد أن انتقد التدخل التركي في سوريا واعتبره “انتهاكاً للقانون الدولي” على حد وصفه.
وكانت معظم دول الاتحاد الأوربي قد عارضت بشدة عملية “نبع السلام” التركية في مناطق شمال شرق سوريا منذ أيامها الأولى، وسعت لاستصدار قرار بإيقافها في مجلس الأمن الدولي، إلا أن القرار لم يحصل على الاجماع المطلوب بعد امتناع كل من روسيا والولايات المتحدة عن التصويت لصالحه.