تخطى إلى المحتوى

صحيفة أمريكية تكشف القصة الكاملة الكامنة وراء قرارات ترامب الأخيرة حول سوريا

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً حللت فيه الأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرارات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الأخيرة حول سوريا، والتي كان أبرزها سحب قوات بلاده من هناك في قرار مفاجئ فتح المنطقة على احتمالات عديدة.

وقالت الصحيفة في تقريرها بأن “جيمس جيفري” المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا كان قد قال في إحدى تصريحاته الأخيرة بأنه لا يرغب في أن يكون الانسحاب الأمريكي من سوريا انسحابا مهيناً على الطريقة الفوضوية التي تمت في فيتنام سنة 1976، والتي تظهر موظفي السفارة الأمريكية وهم يكافحون من أجل الصعود على متن آخر المروحيات التي كانت تغادر سطح السفارة الامريكية في سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية.

إلا أنه – وبعد أيام من تصريح جيفري – تراجع الجيش الأمريكي بشكل عشوائي عن الحدود السورية، حيث واجهت الولايات المتحدة “لحظة سايغون” أخرى مع اشتداد القتـ.ال وتوغل القوات التركية في مناطق شمال شرقي سورية.

وبعد ثلاثة أيام من بدء العملية التركية، دخلت قوات “الجيش الوطني السوري” المدعومة تركياً إلى قاعدة قريبة من مصنع “لافارج” للإسمنت، حيث حلقت طائرة هليكوبتر من نوع أباتشي وطائرات “إف 16” على مستوى منخفض لحماية الجنود الأمريكيين المنسحبين من المنطقة، وبعد ذلك بساعات، قامت طائرتان أمريكيتان بتنفيذ غارة جوية على القاعدة لتدمير مستودع الذخيرة والخيام ومنع أي قوات أخرى من الاستفادة منها.

إقرأ أيضاً : الديمقراطيون الأمريكيون يصفون الاتفاق التركي الأمريكي بشأن سوريا بـ العـَار وجيفري يردّ

وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون في الإدارة بأن قرار ترامب هذا الشهر يعكس خطة الامن القومي المنقسمة على ذاتها بسبب توجهات مستشاريه المختلفة بين من يؤيد تركيا ومن يؤيد الميليشيات الكردية الانفصالية، وقال بعض المسؤولين في البنتاغون بأنهم يتشاركون مسؤولية الفوضى الحاصلة في سوريا، لأنهم لم يضعوا خطة للانسحاب المدروس منها بعد أن أعلن ترامب للمرة الأولى نيته بالانسحاب، حيث واجهت القوات الأمريكية ساعات قليلة لتقرير مصير المعدات العسكرية التي يجب أخذها أو تدميرها.

وقال السيناتور “ليندسي غراهام” في هذا الصدد بعد قرار الانسحاب: “ستتحرك إيران إلى سوريا، وستعود داعش للظهور من جديد تحت أعين الرئيس ترامب، إذا ما استمر في طريقة التفكير ذاتها، ستصبح سوريا عراقاً خاصاً به”.

فبعد مكالمة ترامب مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، تم عقد اجتماع مع مسؤولي الامن القومي الذين حثوا ترامب على إبقاء بعض القوات الأمريكية في سوريا، إلا أنه غضب منهم، وقال بأنهم يدفعونه للتورط بحروب خارجية، وأمر بشكل مباشر بسحب 50 جندياً أمريكياً يتواجدون ضمن موقعين على الحدود في سوريا.

تجاذبات داخلية

وروت الصحيفة كيف أن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا يعود إلى مكالمة أجراها قبل عام تقريبا مع أردوغان، قال بعدها لمساعديه إنه سيسحب ألفي جندي من سوريا ويدع المهمة المتبقية لتركيا، فقالوا له أنه بهذه الطريقة سيتخلى عن الميليشيات الكردية التي قاتلت مع التحالف، إلا أنه قال لهم: “هذه ليست معركتنا، تحالفوا معنا في الحرب ضد داعش ولكننا لم نتحالف معهم في الحرب ضد تركيا”.

وبعد توجيه عدة انتقادات له بعد شهرين من هذا القرار، قرر ترامب الاحتفاظ بـ 200 جندي فقط و”لفترة من الوقت”، ولكن المسؤولين العسكريين أبقوا على ألف جندي بدلاً من قرار ترامب الأساسي بالاحتفاظ بعدة مئات فقط، حيث اقنع جيفري ترامب بإبقاء عدة مئات من القوات الأمريكية في قاعدة نائية بجنوب سوريا – أي منطقة التنف – وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: “كانت تلك خدعة ذكية، إذ قالوا له بأن الأمر كله مرتبط بالسياسة المتشددة ضد إيران، ما دفعه فوراً على للموافقة على القرار”.

وختمت الصحيفة تقريرها بأن الوضع بقي كما هو عليه، إلى أن انضم أشخاص جدد لفريقه للأمن القومي بعد إقالة “جون بولتون”، وهؤلاء الجدد موالون لأنقرة على حساب بعض الأعضاء الذين يدعمون الميليشيات الكردية، حينها تبنى ترامب وجهة النظر التركية بالكامل ودعم عمليتها العسكرية.

مدونة هادي العبد الله