تخطى إلى المحتوى

حملة جمع الأموال تصل إلى اللاذقية والأسد يقوم بتصفية خصومه من الداخل

بعد إعلان الحملة المزعومة لنظام الأسد والتي حملت عنواناً عريضاً لـ “مكافحة الفساد”، تعيش مدينة اللاذقية إجراءات أمنية مشددة، انتشرت على أثرها القوى الأمنية تحت شعار هذه الحملة المزعومة، وسط أنباء عن ملاحقات لبعض شبيحة آل الأسد والمقربين منهم.

إذ بدأت القوى الأمنية بحملات إلقاء قبض على أشخاص مدعومين من أبناء عائلة الأسد، وخاصة ممن يعملون في مجال تصريف العملة في السوق السوداء، تلا ذلك اعتقـ.ال أصحاب مستودعات ومراكز وسيارات توزيع الملبوسات الأوروبية المستوردة، ومصادرتها.

وتعود شبكة التجارة تلك في مجملها إلى المدعو “حافظ منذر الأسد”، وقد طالت الحملة مكاتب الرهانات التي تنشط بدعم من آل الأسد وآل عمار، ونتجت عنها اعتقـ.الات واسعة وسط اشتبـ,اكات مسلحة في القرداحة وفي مدينة اللاذقية.

ويُلاحق المدعو “علي عمار” بتهمة الخـ.طف والكسب غير المشروع وغسيل الأموال على حسب زعم النظام، رغم أن مكتبه يعمل منذ ست سنوات في المراهنات من دون أي ملاحقة قانونية، ويتخذ علي عمار القرداحة مقراً له، ولا يزور مكتبه إلا نادراً.

إقرأ أيضاً: “محمد علي” السوري يكشف ملابسات جديدة في أروقة الحكم لدى الأسد

وتفرض قوات أمنية ما يشبه حصاراً على القرداحة، بغرض القبض على عشرات المطلوبين، وتلاحق أجهزة الأمن والقوى العسكرية مجموعات بشار طلال الأسد وحافظ منذر الأسد التي استفحلت شرورها وممارساتها على طول الساحل السوري.

ولم تنشأ حركة مقاومة كبيرة من مجموعات حافظ منذر، باستثناء بعض حالات إطلاق النار أثناء الملاحقات، إلا أن مصدراً موثوقاً قال بأن حافظ منذر قد سلّم أسماء ومواقع من يتبعون له ويحملون سلاحاً، والمتاجر التي يحميها، مقابل عدم منعه من استيراد البضائع الأجنبية المستعملة، كتسوية مع النظام لتركه وشأنه.

أما مليشيا بشار طلال الأسد، فقد تم اعتقال بعض أفرادها داخل اللاذقية، وسط اشتباكات مسلحة مع الأمن العسكري في منطقة الزراعة وريف جبلة واللاذقية. وما زال جزء من المليشيا يتحصن مع بشار طلال في القرداحة.

أما الأزمة الكبرى في اللاذقية فقد كانت بإطلاق “غيدق مروان ديب” – وهو أحد أقارب بشار الأسد – النار على دورية أمن مشتركة كانت قد وصلت الى منزله للتفاوض معه بشأن تسليم نفسه، بعدما رفض كل الدعوات الهاتفية للامتثال إلى تحقيق أمني.

عندها قامت المفرزة الأمنية الملاصقة لمنزل غيدق بإطلاق النار على الدورية، ما دفع الدورية للهرب بعد إصابة ملازم وعنصر منها، وبعد ذلك انتشر عناصر الأمن حول منزل غيدق، وأغلقت الشوارع المؤدية إليه، واستخدمت القنابل والأسلحة المتوسطة في تبادل إطلاق النار، بين القوى الأمنية ومفرزة منزل غيدق، ما أدى لنشوب حريق في المنزل، واستمر حصار منزل غيدق أكثر من 12 ساعة، دارت فيه اشتباكات متقطعة، انتهت بأخبار متضاربة عن اعتقاله أو مقتـ.له.

تصفيات متلاحقة

وسبّبت قضية غيدق حرجاً لآل ديب الذين يتبوؤون مراكز عسكرية وأمنية حساسة في النظام، وكذلك لهيبة والده اللواء “مروان ديب” في اللاذقية، وغيدق هو حفيد “بهيجة” أخت حافظ الأسد، وقد تكتم النظام في البداية عن الأمر، إلا أن انتشار مقاطع الفيديو والصور لإغلاق الشوارع، والاشتباكات في قلب المدينة، جعلت الأمر مفضوحاً.


وكانت بعض المصار قد قالت بأن تهمة غيدق هي الاعتداء اللفظي على طلاب ومدرسين واستخدامه السلاح داخل “جامعة المنارة” التي تملكها فعلياً “أسماء الأسد”، وكان غيدق قد اقتحم مكتب إدارة الجامعة، وشتم أسماء الأسد، بسبب منع الإدارة له من اصطحاب سلاحه ضمن الحرم الجامعي.

هذا ويعتبر استمرار الملاحقات والاتهامات لشبيحة آل الأسد، يكشف بان نظام الأسد يعمل على صنع دعاية جيدة له أمام جمهوره وقاعدته الشعبية المتذمرة أصلاً من ضيق الوضع الاقتصادي وفقدان الأمن، ويبدو أن حرباً طويلة طاحنة ستدور في اللاذقية وأريافها، بين النظام وأركان رئيسية من عائلة الأسد وأشباهها من مافيات الساحل.

مدونة هادي العبد الله